
“بوبي واكر” فجأة لقى
نفسه مطرود بعد خدمة 12 سنة من شركة GTX، بدون أي
سبب غير محاولة الشركة تقليص العمالة بعد الأزمة الإقتصادية في سبتمبر 2008
وإنخفاض أسهم الشركة، فـ كان لازم الشركة تضحي ببعض الموظفين عشان المركب تمشي.
المشكلة
إن “بوبي واكر” عنده أقساط الرهن العقاري لفيلته، مراته اللي كانت متفرغة
لإبنهم إضطرت ترجع ثاني للشغل عشان تغطي على الأقل المصاريف البسيطة، الإبن نفسه بدأ
يحس بالأزمة، ورغم محاولات “بوبي” إنه يقدم في وظائف كثير بمؤهله
العالي، بس لإنه في الثلاثينات، ولإن فيه كثير من حملة المؤهلات العليا، فالوضع
صعب.
“جين
مكالاري” واللي يعتبر مساعد “جيمس سالينجر” صاحب شركة GTX يقوم بمحاولات لمساعدة “بوبي واكر”، في الوقت اللي مش
راضي فيه عن سياسة الشركة من تسريح العمال والموظفين المخلصين ليها، على العكس من
“جيمس سالينجر” نفسه واللي كل المهتم بيه زيادة أسهم الشركة، وبناء مجمع
جديد للموظفين بحمامات سباحة وصالة جيمانيزيوم!
وتتعقد
الأمور بعد طرد “جين مكالاري” نفسه ومعاه الموظف المخلص “فيل
وودوارد”.
“بوبي”
مايلاقيش أي شغلانة غير إنه يشتغل نجار مع أخو مراته، في الوقت اللي يقوم فيه
“فيل ووداورد” بالإنتحار بعد ما يئس انه يلاقي شغل يناسب مكانته، وفي
الوقت اللي يسيب فيه “جين مكالاري” بيته بعد شعوره بالإحباط، ثم تأتي
نهاية متفائلة متممة لرسالة الفيلم.
الحقيقة
أجمل ما في الفيلم هو ترابط أحداثه وتضفيرها بعناية، وتماسكه في التنقل بين
شخصياته المرتبطين ببعضهم البعض مِن خلال الأزمة الإقتصادية، وهو ده اللي هـ يخليك
تقعد تتابع الفيلم لآخره، المشكلة بس
الوحيدة إن الفيلم مليان بالمصطلحات الإقتصادية والكلام التجاري اللي ممكن المشاهد
مالوش علاقة بيه، وده حتى بـ يكون مع بداية الفيلم، بس هي ميزة في نفس الوقت إن
الكاتب والمخرج جون ويلز مهتم بالأزمة الإقتصادية وواضح إن فيه دراسة كبيرة للموضوع
من الناحية الإقتصادية، وده خلى الواحد يحس إن فيه مصداقية في تناول الأحداث، كمان
الدراما مسيطرة أكثر على الأحداث، فـ الواحد مش هـ يقلق من كثرة المصطلحات
الإقتصادية .
وسط
الفيلم مشاهد لإغلاق البنوك وإنخفاض أسهم البورصة تتناقض مع المشهد الإفتتاحي
للفيلات والحياة المرفهة والسيارات الفخمة، وفي نهاية الفيلم نشوف المصنع والماكينات
القديمة والتقشف، وكأن المخرج بذكاء فتح قوس وحط جواه وسائل الحياة المرفهة في
بداية الفيلم اللي مالهاش أي لازمة ويمكن الإستغناء عنها زي بناء حمامات سباحة
وصالة جيمانيزيوم في المبنى الجديد للشركة، وبنهاية الفيلم بـ يقول كان ممكن
التغلب على الأزمة لو فيه فعلاً تخطيط وعدم أنانية من أصحاب الشركات اللي كل همهم
يشتروا لوحات فخمة عشان يعلقوها في مكاتبهم !
الإضاءة
والموسيقى كانوا بـ يلعبوا دور محدود جداً في الفيلم ده، وكأن الفيلم توثيق للأزمة
الإقتصادية بجانب إنه فيلم درامي، كمان إستخدام عنصر الألوان الباردة في مكاتب
الشركات لإضفاء روح البرود على الحياة الأمريكية اللي مبقاش شغلها الشاغل غير
الفلوس دون إعتبارات أخلاقية.
أداء
سلس جداً من كل الممثلين تقريباً، خاصةً تومي لي جونز في دور “جين
مكالاري” وهي الشخصية اللي جواها صراع بين ولائها لصاحب شركة GTX وبين تسريح
الموظفين واللي يعتبره عمل غير أخلاقي ويتنافى مع القيم، ويكتشف “جين” إن
سعر السهم في البورصة أغلى من حياة البني آدميين!