The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الأفلام المعتمدة على تيمة المحقق أو الظابط اللي بيحاول يكشف غموض جريمة قتل، وبيبدأ يحقق مع مجموعة من المشتبه فيهم، واحدة من أقدم حبكات السينما، ومن أقدم أساليب الحكي في الروايات كمان، والغريب أنها دائمًا بتمتعنا، خاصة لما بنلاقي نفسنا متقمصين دور المحقق وبنحاول نفك اللغز ونوصل للقاتل، وده اللي حصل في The Pale Blue Eye.

فيلم The Pale Blue Eye بيحكي عن المحقق أوجستوس لاندور (قام بالدور كريستيان بيل) اللي بيحقق في جريمة قتل تمت في مؤسسة عسكرية، وعلشان يعرف يوصل للجاني الحقيقي، بيضطر لاندور أنه يستعين بخبرات مُجند شاب، اللي هيكون بعد كده الشاعر الشهير إدجار آلان بو (قام بالدور هاري ميلينج).

من اللحظة الأولى للفيلم عرفنا أننا أمام عمل استثنائي. فكرة الاعتماد على الإضاءة الطبيعية أكسب الفيلم حالة من المصداقية اللي خلتنا متورطين في الأحداث من البداية. طريقة السرد النمطية المعتمدة على تسلسل زمني منطقي للأحداث كانت من الأمور اللي ساعدتنا على الفهم واستيعاب اللي بيحصل أولاً بأول.

من الصعب أننا نشعر بالزهق من أحداث فيلم معتمد على تيمة (من فعلها) لكن للأسف حسينا بده في The Pale Blue Eye وكان الفيلم محتاج يكون إيقاعه أسرع، وزمنه أقل بنصف ساعة تقريبًا (زمن الفيلم بيتجاوز ساعتين). لكن ده لا ينفي أن التفاصيل الصغيرة في الأحداث كانت ممتعة لأقصى حد.

من أكتر الشخصيات اللي تم التعرض لها باستفاضة هي شخصية الشاب (إدجار آلان بو) واللي هيكون واحد من أكثر شعراء العالم شهرة وموهبة وإثارة للجدل بعد كده، والحقيقة أن الشخصية قدر هاري ميلينج يقدمها بعبقرية، بحيث يوضح لنا ملامح العبقرية والجنون في الشخصية بدون تمثيل Over وفي نفس الوقت باستغلال رائع لأدواته كممثل.

أما جايزة أفضل تمثيل أكيد هتكون من نصيب العبقري كريستيان بيل، اللي قدم عزف منفرد غاية في الجمال، مع إدراك واسع لحدود شخصيته وأبعادها بالكامل، وعمل (Plot twist) رائع في نهاية الأحداث، خلانا حابين نتفرج على الفيلم تاني علشان ناخد بالنا من أدق وأصغر التفاصيل.

في الخلفية، الموسيقى التصويرية مع الإضاءة والديكورات كانت بتعمل شغل عالي جدًا، بحيث إننا انتقلنا بصريًا لزمن الأحداث ببساطة وهدوء، وهي دي الوظيفة الحقيقية للعوامل المساعدة لأي فيلم، أنها تضعنا في المنطقة التاريخية والجغرافية اللي بتدور فيها الأحداث بدون ما تمثل بحد ذاتها عبء على المشاهد أنه ينشغل بيها وينسى الأحداث والتمثيل. وهو ده اللي حصل بالظبط في The Pale Blue Eye.

فيلم The Pale Blue Eye فيلم تحقيقات من الطراز الأول، كان هيكون تحفة حقيقية لو زمنه كان أقصر، لكن باقي عناصر الفيلم أكتر من رائعة.