-
أرمي هامرليوناردو ديكابريو...
-
دراما
-
كلينت إيستوودكلينت إيستوود
-
في1 Cinema
Mohamad Adel
يبدو من اللحظات
الأولى للفيلم أن صعب المُشاهد يستمتع أو حتى يدخل في عالمه، لكن بعد فترة الفضول
يشده أكثر، لحد ما يوصل لكلمة النهاية ويتمنى أن الفيلم ما ينتهيش!
لو حبينا نسميه
بالشعور الثلاثي، خاصة وأن الفيلم ما يشجعش لدخوله بالنسبة لأي مشاهد غير بوستر
الفيلم اللي بـ يحتله ليوناردو دي كابريو، واللي نقدر نعتبره نجم شباك، لكن الفيلم
الحقيقة يحمل بطل ثاني وهو النجم المعروف كلينت إيستوود، لكن بصفته مخرج الفيلم،
واللي بـ تحمل أفلامه كمخرج –زي العادة– الكثير من الجدل.
يتناول الفيلم حياة
“جون إدجار هوفر”، وهو أحد الشخصيات اللي أثرت لحد دلوقتي في فكرة الأمن
الداخلي للدولة لأنه أول من اهتم بإنشاء مكتب للتحقيقات الفيدرالية –المعروف باسم FBI
دلوقتي– في الوقت اللي بـ نسترجع فيه ذكريات “إدجار” لعام 1919 وهي فترة
المد الشيوعي، حتى داخل المجتمع الأمريكي الرأسمالي في الأساس، لدرجة يقوم
الشيوعيين بعمليات تفجير وقتل لكثير من السياسيين الأمريكيين، والهدف هو خلق حالة فوضى.
هنا
“إدجار” كان له اهتمام بفكرة تتبع القضايا، ومحاولة الوصول لحلها، مع
استخدام العِلم والمعرفة وكمان الدلائل للوصول للمجرمين الحقيقيين بشكل صحيح
ومدروس، وكان وقتها بـ يتوصف “إدجار” بأنه شخص منطوي، ما عندوش أي حياة
اجتماعية، لا زوجة، ولا حبيبة، وهو اللي بـ يتعرض له الفيلم بعلاقته الخاصة مع
مساعده “تولسون”.
ومع أن الفيلم بـ
يتعرض لفترة تاريخية ممكن تكون مش معروفة لكثير من رواد السينما –واللي أغلبهم من
الشباب– فـ يتم النظر للفيلم على أنه “فيلم ثقيل” أو فيلم تأريخي لمرحلة
هامة بالنسبة للأمريكيين، لكن كلينت إيستوود بذكاء شديد يخلق القصة الخاصة قصة
عامة أكثر بـ تعرضها لفكرة الأمن، بعيدًا عن كون المجتمع أمريكي أو غيره، طبعًا مع
الالتزام بعرض قصة “إدجار” بوجهة نظر متوازنة، ففي مشهد مهم من الفيلم
يعترف له “تولسون” أنه عارف أن “إدجار” كذب في كثير من
الحقائق وجرائم الاعتقال اللي قام بها، في حين أن “إدجار” يعترف
للمسجلين بقصة حياته وأنه قام بحماية الدولة من المد الشيوعي، حتى لو كان ده على
حساب القانون، بدليل تسجيله للعديد من الشرائط لشخصيات هامة بـ تكشف أدق أدق
أسرارهم الخاصة.
وهنا الفكرة بـ تخلق
عندنا شعور وتساؤل ملخصه: “هل الأمن أولاً ولا القانون؟”.. وهو اللي بـ
يحاول الفيلم يعرضه بشكل مستتر، وإن كان بـ يغلب على أجواءه الكثير من المشاهد
الحوارية الطويلة، ويمكن دي نقطة الضعف الكبيرة في السيناريو، بدليل أن بداية
الفيلم عبارة عن حوار مباشر بين “إدجار” وأحد المحققين عن مكتب
التحقيقات الفيدرالية بدون أي تمهيد، لكن مش هـ نقدر ننكر تميز السيناريو في خلق تساؤل
مهم –وبتوجيه من كلينت إيستوود– أكيد بـ يشغلنا هنا في مصر الفترة دي.