The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كانوا فاكرين أنهم
لما يعملوا برنامج ينتقدوا فيه الحكومة وتصرفاتها هـ يثبتوا لأنفسهم وللحكومة
نفسها أنهم عايشين عصر الحرية والتعبير عن الرأي اللي كانت حكومة نظيف بـ تتكلم
عنه طول الوقت، لكن اللي ما كانش حد من المسئولين في قناة نايل كوميدي يتصوره أن
مجهودهم يتم إهداره بدم بارد من “جهات سيادية عليا” لمجرد أن البرنامج
بـ يتكلم بصراحة وبجرأة عن حاجات الكل عارف أنها حقيقية وموجودة.

بمجرد ما عرف أحمد
نظيف رئيس الوزراء السابق، وصفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني السابق معلومات عن
البرنامج وشموا خبر عنه طلبوا يشوفوه، وفعلا راح لهم، وسابوا كل اللي وراهم،
وقعدوا يتفرجوا عليه، أه والله قعدوا يتفرجوا عليه كأن مشاكل مصر كلها خلصت ووقفت
على البرنامج ده، وبعد ما خلصوه، أصدروا أوامرهم بمنعه على طول، وفضل البرنامج  في أدراج القناة محبوس من سنة 2009 لحد 2011،
رغم المجهود الكبير المبذول فيه والأفكار المميزة اللي بـ تُعرض من خلاله والقضايا
المهمة اللي بـ يناقشها، بحيث أنه ما يكونش مجرد برنامج يتم فيه تقليد مسئولين
وخلاص، أو يستعرض فيه محمود عزب عضلاته في أنه يضحك المشاهد وبس.

وزي ما بـ تقول
الأفلام القديمة: “لعب القدر لعبته” وأصبح البرنامج درة قناة نايل
كوميدي في رمضان 2011، وبدل ما كان مصدر مشاكل أصبح مصدر فلوس وإعلانات ومشاهدة
ونجاح لأصحابه وللقناة، واتحسب له أنه اتعمل في زمن السكوت، وتخطى كل الخطوط
الحمراء من غير خوف.

البرنامج كتب حلقاته الشاعر
عادل سلامة، وأخرجه سامى أبو الخير، وقام ببطولته الفنان محمود عزب، ورغم أن كلنا
نعرف عزب من زمان، وبعض الناس تصورت لفترة أنه فقد بريقه وما بقاش عنده حاجة جديدة
يقدمها، لكن أثبت أنه فنان ومش بس مقلد للفنانين أو مؤدي أو شخص بـ يقول نكتة وخلاص،
لأ هو شخص عنده رؤية وروح مختلفة، وأسلوب مميز في تقديم الشخصيات لأنه لو مش مصدق
اللي بـ يعمله ما كانش طلع بالإتقان ده.

صاحب الفكرة في
البرنامج كله هو الشاعر عادل سلامة، والمفروض أنه كان بـ يتعمل علشان يتعرض على قناة
الحياة، وفعلاً تمت جلسات بين محمد عبد المتعال رئيس شبكة تليفزيون الحياة، والناس
اللي شغالة في البرنامج، لكن لما عرف المهندس أسامة الشيخ بالموضوع اتصل بعزب شو
وأكد له أن قناة نايل كوميدى أولى بإنتاجه لأنه حقق نجاح من خلالها وقال له:
“الحكومة أولى بانتقاد نفسها”، والغريب أن أنس الفقي وافق، واقترح وقتها
أنه يقلده فى أول حلقة وينتقد اللي يشوفه فيه، لكن انتقاد عزب شو لرئيس الوزراء
الدكتور أحمد نظيف أكثر من اللازم وسخريته من أمور شخصية وشكلية فى هيئته زعله
أوي، كمان فتحه لملفات الفساد فى وزارته ابتداء من فاروق حسنى وقضية تهريب الآثار
واليونسكو مرورًا بالدكتور يوسف بطرس غالى وحكاية تعويم الجنيه ووزير التعليم
الدكتور يسري الجمل واستعراض مشاكل التعليم وانتهاء بوزير الداخلية وقضية تعذيب
المواطنين والإرهاب، وبعد ما خلصه مخرج البرنامج سامى أبو الخير كان منتظر عرضه
بوعد من أسامة الشيخ، لكن راح أسامة الشيخ، وفضل البرنامج علشان يُعرض في أغسطس
2011 بعد الثورة، وخاصة بعد ما اتعمل جروب على الفيس بوك، يطالب بعرضه باسم
“الشعب يريد عرض حكومة شو”.

البرنامج دمه خفيف
فعلاً، والتقليد جاي على حاجات فعلا كانت غايظانا كلنا، وحتى التتر بتاعه معبر جدًا
بتقول كلماته: “يا حكومة واعية وذكية ومدلعينا آخر حاجة، معاكم العيشة هنية
والناس خلاص مش محتاجة”.

الميزة في البرنامج أنه
زي ما بـ يقولوا جايب من الآخر، وملخص المشاكل الرئيسية بصورة مبسطة، يعني الإنسان
البسيط اللي ما عندوش قدر عالي من الثقافة والتعليم والوعي، لما يشوف البرنامج
يقدر ببساطة يفهم اللي حوله ويعرف إحنا كنا عايشين في إيه، لكن عيبه أن المكياج
رغم أنه جايب الشكل تقريبًا بالظبط، لكنه ما كانش مُتقن، بشكل أو بآخر تحس أنه ماكياج،
ولما واحد ييجي يتكلم تحس أن بؤه مش بـ يتحرك من كثر ما المكياج ثقيل ومش مرن مع
الممثلين، كأنهم لابسين ماسكات مش عاملين مكياج.