The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

إنك تعمل مسلسل عن حدث واقعي، فدي مهمة مش سهلة، لكن الصعوبة بتزيد لو العمل ده هيكون عن قضية بتشغل الرأي العام العالمي مش بس المحلي.

الغرابيب السود تركيبة قرآنية، معناها الجبال المتناهية في السواد، وهي عنوان العمل الدرامي الكبير إنتاجًا اللي بيتكلم عن داعش، وهو من إنتاج MBC.

الفكرة قايمة على أفكار داعش والمنتسبين لها، وهل كانوا على حق لما انتسبوا؟ وإيه الظروف اللي خلت كل واحد ينضم لهم؟ أفكار كتير ومتداخلة مع بعض من خلال عمل بيركز على نفسية  الدواعش والمنتسبين لهم.

المسلسل بيركز على كذا نقطة أولهم الطرق اللي بتستخدمها داعش في إقناع وتجنيد الشباب، زي قضية الكفر، والجهاد وغيرها، وكمان المسلسل بيتعرض لقضية (نكاح الجهاد)، وفكرة جهاد النكاح قايمة على فتوى مجهولة الأصل من الدواعش، بتقول إن أي امرأة تقدر تقدم نفسها كزوجة للمجاهدين، لمدة كام ساعة يعني وكده، وطبعًا إحنا عارفين خطورة الأفكار دي ومدى تخلفها.

المسلسل تكلفته الإنتاجية عالية جدًا، وفريق المخاطرين “السوري” اللي المشرف عليه مدرب المعارك جمال ضاهر، عمل شغل حلو جدًا، ونقل حالة القتل والانفجارات بتقنية واضح إنها عالية جدًا.

وإخراج المسلسل تخطى فكرة الكادرات ووحدة الحلقة الواحدة في الموضوع، لفكرة تجسيد الشر اللي لابس توب الإسلام، بالذات مثلًا في المشاهد اللي بتصور الرصاص وهي بتعدي من دماغ شخص، أو تنفيذ الحدود زي قطع اليد أو الصلب.

المسلسل معتمد على مجموعة ممثلين من بلاد عربية مختلفة، منها مصر وسوريا والسعودية وغيرها، وكل ممثل قدر إنه يقوم بدوره بشكل جيد، لكن اللافت فعلًا هو دور سيد رجب اللي قدم مفتي الخلية وده الدور الجديد عليه واللي مثله باقتدار، والشاب عيسى دياب اللي قدر يلعب دور “مغتصب الأطفال” اللي بينضم للخلية، وبنشوف الصراع النفسي اللي بيدور جواه.

ومن الممثلات اللي كان ليهم دور مؤثر في المسلسل الممثلة مروة محمد اللي لعبت دور (هيلة) اللي قتلت زوجها علشان تهرب بأولادها وتنضم لداعش، وتكتشف في النهاية غلطة عمرها الكبيرة بانضمامها.

في السوشيال ميديا انقسم المجتمع الميدياوي لقسمين، الأول شايف إنه مسلسل وعمل درامي عظيم، بيحارب فكرة الخوارج والدواعش، والتاني بيقول إنه دعاية ليهم أصلًا ولحياتهم وأفكارهم.

المسلسل على الرغم من كل المجهود ده، لكن لازم يكون فيه وقفة حوالين فكرته أصلًا، هل هو ضد داعش، وبيحارب الإرهاب بالدراما والفن، ولا بيقدم لنا كل أفكارهم وينشرها جوه بيوتنا بسهولة.

هنا لازم نقف شوية إننا مش قدام عمل عادي، ومر مرور الكرام وخلاص، بالعكس، هو عمل اختلف فيه الناس ما بين مؤيد ومعارض، وإحنا ممكن نميل شوية مع المعارضين للمسلسل، فعلى الرغم من مشاهد القتل الكتير فيه، إلا إنه بيقدم مجتمع داعش كمجتمع كله فلوس ومتعة ونساء، وبينقل لنا أفكار داعش بكل تفاصيلها، ومش كلها بيتم مناقشتها والرد عليها، إنما عرضها بس، وآخر حاجة إنه بيعتمد على الجزء النفسي للي دخلوا داعش، مش على مهاجمة أفكارهم.

المسلسل صعب، ومحتاج منك تركيز كبير علشان تقدر تحدد موقفك منه.