The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

مسلسل Dahmer.. خافوا وأحذروا من “جيفري دامر”

مافيش شك أن نوعية معينة من المشاهدين، عندها اهتمام خاص بالأعمال اللي بتتناول عقلية القتلة المتسلسلين، قصصهم، أخبارهم، وتتبع كل جديد عنهم. المشاهدين اللي بنتكلم عنهم، أصبح عندهم حصانة ضد الدهشة، وقدرة على تحمل التفاصيل الدقيقة الصعبة لعمليات القتل أو التمثيل بالجثث.

 

لكن بالتزامن مع طرح مسلسل Dahmer – Monster: The Jeffrey Dahmer Story على منصة نتفليكس، أصيب ألاف المشاهدين بصدمة كبيرة، لأنهم مش متعودين على القدر ده من الوحشية، خاصة أن القصة حقيقية، وأن الإخراج والتمثيل، قربوا للأذهان، الأحداث الدموية اللي حصلت في ويسكونسن الأمريكية نهاية الثمانينيات.

مسلسل Dahmer مكون من عشر حلقات، مدة الحلقة الواحدة حوالي ساعة، وبيتناول قصة القاتل المتسلسل جيفري دامر، اللي خطف وخدر واغتصب وقتل أكثر من ١٧ ضحية من فئات عمرية واجتماعية أمريكية مُختلفة، ومثل بجثثهم وأكل لحم بعضهم!

مُجرد أننا نكتب لكم مُلخص القصة، بنحس بمدى هول الموضوع، فما بالكم بإننا نتفرج على أدق التفاصيل زي ما نقلها لنا فريق الكتابة والإخراج اللي اشتغل على المسلسل.

فريق العمل، قرر يحاكم كل أطراف القصة بدون مواربة أو حسابات مسبقة، زي توجيه اللوم بشكل مباشر للشرطة، بسبب تخاذلها عن الإيقاع بـ(دامر) على  الرغم من أن كان أمامها أكثر من فرصة للإيقاع به. بالإضافة لخطأ رجال الشرطة بمساعدة (دامر) أنه يستعيد واحد من ضحاياه بعد ما قدر يهرب منه. بعد ما تكلم (دامر) معاهم بهدوء وأدب. وكذب عليهم بدم بارد. كل الأفعال دي بتقول أن شرطة المدينة كانت متعاطفه معاه لأنه أبيض، بينما ضحاياه كانوا من الملونين أو المهاجرين. وده سلط الضوء على الطبيعة العنصرية القبيحة للمجتمع الأمريكي اللي لسه بيعاني منها لحد النهارده.

المسلسل وجه اللوم كمان لأهل (دامر) وإزاي كانوا بيشوفوا تصرفات مريبة من ابنهم طوال الوقت، لكنهم اختاروا دايمًا يغضوا الطرف عنها، وماكانش عندهم تصور لمدى حجم الفظائع اللي بيعملها الابن في غيابهم.

صناع Dahmer بيروحوا لأبعد من كده. وبيبدأوا يرصدوا رد فعل المواطنين الأمريكان العاديين، اللي بعضهم -خاصة المراهقين- كان معجب باللي عمله (دامر) ومؤيد له وبيرسلوا له فلوس كتبرعات، وهدايا في السجن. كل دي تصرفات فكرتنا ببعض ردود الأفعال على الجرائم البشعة اللي بتحصل عندنا. وبتفكرنا طوال الوقت إن بعض البشر عندهم اختلال عظيم في الحكم على الأحداث.

على صعيد التمثيل، إيفان بيترس قدم واحد من أفضل أدواره على الإطلاق، من خلال تجسيده شخصية جيفري دامر. شخصية صعبة ومركبة، ومحتاجه مجهود ضخم على الصعيد البدني والنفسي كمان. كلها اختبارات صعبة قدر يعبر منها بيترس بسلام. كمان بنشوف دور ممتاز لنيسي ناش في دور الجارة اللي عندها شكوك طوال الوقت في جارها السفاح، وطبعًا ريتشارد جينكينز في دور الأب المضطرب نفسيًا، ما بين محاولة تقويم سلوك ابنه، ومابين محاولته الخروج من كل مأزق بيلاقي نفسه فيه، بأقل أضرار ممكنة.

بنعيب على Dahmer – Monster: The Jeffrey Dahmer Story أنه ما سلطش الضوء بما فيه الكفاية على حياة الأبطال بعد الواقعة. بس رب ضارة نافعة، لأن المسلسل حمسنا أننا نعمل أبحاثنا الخاصة عن كل شخصية من الشخصيات اللي عايشناها على مدار ١٠ حلقات، هايعدوا بسرعة على أي شخص بيحب الأعمال اللي بتتناول قصص القتلة المتسلسلين. أما المشاهدين اللي بيجربوا النوعية دي من الأعمال للمرة الأولى، لازم نلفت نظركم أن المسلسل غير صالح إطلاقًا للمشاهدة الأسرية.. للكبار فقط.. ويستحسن ما تتفرجوش عليه أثناء/ بعد تناول الأكل على طول.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح