The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

يبدو أن وليد هارون مؤلف المجموعة معجب بأعمال الفنان بيكاسو لدرجة
كبيرة ويبدو كمان أنه شايفها على درجة عالية من الغموض وبالتالي أثرت فى قصصه بشكل
كبير، والدليل على كده أن معظم قصص المجموعة يا إما فيها شبح أو جريمة قتل أو موت.

المجموعة بـ تتكون من 13 قصة منها: “1532، غناء الملائكة، حد الجنون، صور
ذكريات وأشياء أخرى، بيكاسو، عينان، العشاء الأخير، العين صابتنى ورب العرش نجانى”، وغيرها.

اللغة اللى استخدمها المؤلف لغة بسيطة تقريرية بعيدة عن الصور
البلاغية والجماليات، ويمكن ده يكون مناسب لمجموعة بـ تتسم بالغموض أحيانًا والرعب
أحيانًا والخوف أحيانًا أخرى.

القصص بـ تتميز بأنها مش طويلة بشكل يبعث على الملل ولكنها شيقة بشكل
يجعلك تقف عند نهاية القصة وتسأل نفسك: هى كده فعلًا خلصت؟

حكايات القصص تشبه حكايات أفلام الرعب الإنجليزى لما تلاقى الناس بـ تخرج
من اللوحات وتقتل واحد أو تأكل بنى آدم أو تلاقى شبح لرجل عجوز مات بـ يظهر كل
شوية فى الأحداث، وللأسف دى أحد العناصر اللى بـ تجذب القارئ للقصة فى القراءة
الأولى لكن إحنا لا نعتقد أنه هـ يراوده شغف قراءتها مرة ثانية يمكن لأنها مجرد
حكاية شغوفة تخلو من البعد الإنسانى.

أكثر قصة لها بعد إنسانى من وجهة نظرنا واللى بـ تبعد تمامًا عن الجو
العام المسيطر على المجموعة هى القصة الأولى فى ترتيب العرض: قصة “1532”
واللى كانت بـ تقول أن ممكن تصرف صغير جدًا يصدر منك عن غير عمد يؤثر فى حياة
الآخرين تأثير جذرى وده اللى بـ يتفق مع نظرية “أثر الفراشة” اللى بـ تقول
أن حركة صغيرة وبسيطة زى رفرفة جناح الفراشة فى مكان ما بـ تأثر فى الكون وممكن
تتسبب في تغيير حياة شخص فى الجانب الآخر من العالم، زى ما حصل مع بطل القصة اللى كان
هـ يحتاج يكلم زميلته بعد يوم العمل علشان ضغط العمل فى اليوم ده كان كبير وأخذ
رقم موبايلها وسجله على تليفونه، وهى طبعًا ما كانتش تعرف رقمه ولا مسجلاه عندها،
وبالصدفة ومن غير قصد موبايل زميلها اتصل بها وهو في جيبه ومن غير ما يقصد وده
حصل في التوقيت اللى كان زوجها عنده مشاكل في شغله وقرب يُطرد منه وجو بيتها كان
مشحون لأقصى درجة، ولما الموبايل رن وزوجها رد وما لقاش حد بـ يرد عليه شك فيها
وتخانق معاها والخناقة تطورت لجريمة قتل، وثانى يوم فى الشغل زميلها كان بـ يسمع
أم كلثوم وجاء له خبر وفاتها بالأمس وترحم عليها ورجع يسمع أم كلثوم ثانى بدون أى
إدراك أن اللى حصل ده بسببه!

ولأن مافيش عمل أدبى أو حتى غير أدبى بـ يكون موفق من أوله لآخره،
فالمجموعة فيها قصتين أقل من مستوى باقى القصص هما: “المجلس العسكرى” و”حد الجنون”، كان
ممكن المؤلف يطلعهم بشكل أفضل من كده حتى وإن كانت فكرتهم مستهلكة.

غلاف المجموعة صممه الفنان محمد كامل معبرًا عن القصة اللى بـ تحمل اسمها
المجموعة “بيكاسو” وفى رأينا الغلاف يجمع بين البساطة من ناحية وبين
أقرب توصيف للرجل اللى خرج من اللوحة في أحداث القصة، وبـ يعبر كمان عن روح
المجموعة كلها وبـ يمهدك نفسيًا أنك هـ تقابل داخل الغلاف ده وجوه شبهه كثير.