-
كمال خليل
-
سير ذاتية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
40 جم
-
مكتبات وسط البلد
Rasha Zeidan

وده اللى فكرنا به الأستاذ “كمال خليل” فى كتاب “حكايات من زمن فات” اللى بكانا وضحكنا وألمنا ووجعنا بحكاياته عن نفسه وأصحابه فى دير الناحية “الدقى”.
الكتاب بـ يتكون من 33 حكاية منها: “البداية: سجن القناطر عام 1973، بالفول والعدس هـ نكمل المشوار، هؤلاء تعلمنا منهم، مجلة من صنع أيدينا، وأجمل الأمهات، أحداث 15 مايو 1971، …”.
ومن بين الحكايات اللى بـ تدخل القلب كانت “البداية: سجن القناطر عام 1973” واللى بـ تدور أحداثها فى حارة النبايعة بحى الدقى. واللى بـ تحكى عن وفاة أب اللى بـ يترك وراءه 3 أبناء أكبرهم ما بـ يعديش 6 سنوات وشباب الحى بـ يجمعوا ثمن الكفن وينصبوا صوان على الضيق علشان يوفروا الفلوس لأبناء المتوفى “لهم رب اسمه الكريم”، استنوا الحارة فيها كوميديا كمان زى ” شلوفة” سمكرى بواجير الجاز وده حكايته حكاية:
يحكى أن -والعهدة على الراوى- أنه ذات قصة اشترى أحد الموظفين الكبار ديك رومى حطه فى البلكونة علشان يذبحه ثانى يوم لكن الديك طار عند عشة شلوفة واللى ما كذبش خبر وذبحه وأكل منه هو وأسرته 3 أيام وفى اليوم الرابع ظهر رجل محترم شكله كده باين أنه غريب عن الحارة وبـ يسأل عن ديك رومى اختفى من 3 أيام، شلوفة ما كانش عارف يعمل إيه بس ضميره صحى وقال: “استنى يا بيه وقام جاب مخدة وقال خد يا بيه دي من حقك أنا أكلت الديك وعملنا من ريشه مخدة، وطالما ظهر للديك صاحب فالمخدة دي من حقك، وضحك الجميع بمن فيهم صاحب الديك”.
ومن بين الحكايات المضحكة فى دير الناحية حكاية “بالفول والعدس هـ نكمل المشوار” واللى بـ تحكى عن ولاد الحارة الجدعان قوى.. اللى كانوا بـ يتغلبوا على فقرهم بالغناء والأشعار زى سيد قمر “كروان الحتة”، خلاصة كبد الحوت “كمال خليل” وأحمد غريب “مقاتل على الجبهة” واللى كان بـ يحكى كل حاجة بـ تحصل على الجبهة، بس فى السر يا جماعة عشان دي أسرار عسكرية.
ومن باب رد الجميل كانت حكاية هؤلاء تعلمنا منهم: “الدكتور محمد أنيس” واللى بـ يعرفنا مين هو وبـ يتكلم عن علاقته بالوفديين وكلامه معاهم عن الاشتراكية ودور المثقف الثورى نحو الكادحين والاعتراف بفضله فى تشجيعه على العمل الجماهيرى، و”عبد المنعم خليل” وعن كونه أخ وأب لأسرة مكونة من 16 فرد أمه وأخواته (9 أفراد) وزوجته وأولاده (7 أفراد) وإزاى تحمل المسئولية بدرى قوى بعد وفاة والده. وآخرون تركوا بصمة واضحة بشخصية كمال خليل منهم: “محمد خليل”، و”فريد عبد الكريم”، و”عادل آدم”.
دى حكاية أماكن وبشر وسجون وشوارع وبيوت ومفكرين وكتاب، طلاب وعمال حكومات وقمع، مصر عبر أكثر من ربع قرن، مصر اللى عمرها ما نامت عن الظلم ولا رضيت به من زمان، وكان من أنبل حراسها “كمال خليل” اللى مش هـ يهدى ولا يرتاح له بال غير لما يحرر الوطن.