The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
طعم البوسة

طعم البوسة: كتاب ما ينفعش تتوقعه

  • محمد على إبراهيم
  • من الآن
  • عربي عربي
  • 10 جم
  • مكتبة مدبولى و"أ" وديوان
تم التقييم بواسطة
Samah Nageh
قيم
قيم الآن
طعم البوسة: كتاب ما ينفعش تتوقعه
“طعم البوسة” مجموعة قصصية غير عادية بالمرة للقاص محمد إبراهيم على بـ تتكون من 14 قصة قصيرة. من الوهلة الأولى لما نقرأ العنوان نتخيل أن إحنا هـ نقابل داخل المجموعة كمّ كبير من الألفاظ الصدامية لكن فى الحقيقة أنها خالية تمامًا من أى شيء يتعارض مع مفردات المجتمع المصرى بالعكس هـ نلاقى تفاصيل كثيرة ومؤلمة فى مجتمعنا، من أول قصته الأولى “أغنية جديدة للحب” اللى بـ يوصف فيها معاناة بطلة القصة مأوى وبـ يقول: “مأوى التى أنهكها التيار الكهربائى فى مقابر أمن الدولة، الذين لم يستطيعوا بالطبع كمخلوقات بدائية أن يفهموا مأوى التى كانت صادقة تمامًا معهم، بدأت تصاب بنوبات صرع فألقوا بمأوى المجنونة فى مكان يليق بالثائرين”، وفى السطور القليلة دى بـ يصور الكاتب معاناة فئة كانت مجهولة بالنسبة لبعضنا فى وقت من الأوقات والقهر اللى كانت بـ تمارسه فئة معروفة جدًا بالنسبة لنا كلنا. ومن الجميل فى القصة دى عن الكاتب بـ يقول بوضوح أن الراوى هو نفسه بطل القصة وأنهم شخص واحد لكن بداخله شخصيتين، كل شخصية عاوزة تتغلب على الثانية وتفرض سيطرتها وكأن الكاتب عاوز يدخل القارىء فى الصراع مباشرة.

ولما ندخل فى المجموعة أكثر هـ نلاقى أن النزعة الرومانسية بـ تزيد ولكن ممزوجة بتصادم مع ضغوط المجتمع واللى بـ تصنع حد فاصل بين الإنسان وطموحاته العاطفية وممكن نشوف ده بوضوح فى قصة “أغنية قد تبدو حزينة للعشق” واللى بـ يقول فيها الكاتب: “تركت نجلاء فتحى هذا البطل الذى أنسى اسمه تمامًا وتزوجت، ثم قضت العمر تحت أقدام هذا البطل الميت. أعتقد أنى سأواجه نفس المحنة وسأنتظر موتى حتى تعود، وإذا استطعت كلامًا فسأقول لها: أنا أكرهك.. أعلم أن اللسان سيعجز وسيعنفنى القلب كثيرًا”.. وكأن الكاتب عاوز يقول المجتمع يعيد تاريخه بتغير الأشخاص فقط ولكن الأحداث نفسها تتكرر وأنه هـ يلاقى نفس المصير ككل من سبقه من العاشقين.
ولما نوصل لـ “طعم البوسة” القصة اللى اختارها الكاتب علشان تكون عنوان للمجموعة هـ نلاقى امتزاج عجيب بين الحب والسياسة، وتقنية كتابة القصة دى مختلفة، فهـ نلاقى فى وسط السياق الرومانسى فواصل من عدة سطور قليلة تقطع السياق ده، والسطور دى على شكل خطابات ومكتوبة داخل برواز مربع بـ تحمل محتوى سياسى وكأن الكاتب عاوز يقول للقارىء أن السياسة تقتل الحب وأن الضغوط الحياتية لو زادت فى مجتمع بـ تصنع منه أفراد مشوهين ومحبطين بالضرورة، فبـ يقول مثلاً: “كانت الملابس الثمينة التى ترتديها الأم كأنها سماء اكتظت بغيم أسود أمطر وابلاً من رصاص الكلمات.. يا بت ده هـ يجيب لك شبكة بـ 10 آلاف جنيه غير المهر.. طب بسلامته حيلته إيه؟”.
ومن بين الخطابات اللى وردت فى القصة استوقفنا آخر خطاب لأن آخر جملة فيه فى منتهى العمق، وفى الخطاب ده بـ يقول الكاتب: “حسم وزير الداخلية الموقف قائلاً: الموقف تحت السيطرة تمامًا”.
قال قادة المرحلة: نثق تمامًا فى القضاء.
قلت: و القدر!!” والجملة دى بـ توضح حال الأغلبية فى مجتمعنا الآن، لأن الخوف من القادم والخوف من المستقبل أجبرنا على عدم توقعه.
فى النهاية بـ نقول جربوا تقرأوا المجموعة دى هـ تلاقوا لغة سلسة وبسيطة بـ تنقل لكم بمشهدية رائعة مجتمع نعيشه.

عجبك ؟ جرب

"تأريخ لا يروق لكم" لنفس الكاتب.

عن الكاتب

محمد على إبراهيم يعمل رئيس قسم المراجعة الداخلية لتوكيد الجودة بالشركة المصرية للسبائك الحديدية. حصل على العديد من المراكز فى المسابقات الأدبية منها مركز ثانى فى الرواية عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ومركز ثانى فى الرواية القصيرة بمسابقة الرواية بساقية الصاوى. صدر له "طعم البوسة" و"تأريخ لا يروق لكم".

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح