-
واقعية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
2 EGP
-
مكتبات وسط البلد ومع باعة الجرائد
Ahmed Abd El Gawad

والكثرة واحد
الكثرة فى الواحد
والواحد كثرة
المقطع اللى فات هو بداية كتاب “السطور الأربعة” لحمدى الجزار وهو عبارة عن مجموعة نصوص، يعنى كتابة فريدة مش منتمية للشعر أو الحكى بأنواعه، ممكن تكون أشبه بفكرة الخواطر اللى ماشية فى سياق معين وموضوع متقارب مع بعضه.
نصوص الجزار لغتها شوية صعبة ممكن تكون واخدة الشكل الرباعى الشعرى لكنها بعيدة عن الوزن الشعرى.. يعنى هو واخد الشكل الشعرى من غير موسيقى الشعر.. علشان كده هو مسمى اللون الأدبى لكتابه “نصوص” وسبب تسمية السطور الأربعة هو أن كل رباعية كاتبها مكونة من (4) سطور وعددهم (400) رباعية وكأنه مرتبط بفكرة الرقم (4) وبـ يحاول يوصل فكرة محددة عن طريقه.
طيب إيه الفكرة؟ صعب أنك تقول الكتاب بـ يتكلم فى فكرة واحدة لكن سهل أنك تقول فيه إحساس عالى باللغة وبالفكرة الفلسفية الصوفية.
يسبح الطير والحجر
تغنى الأرض والجبال
تزغرد السماء والأنام
لأجلك أنت
رباعيات كثير بـ تتكلم عن علاقة الخالق مع العباد عن معانى إيمانية زى الصبر والكون اللى بـ يسبح بحمد الله عن الكلام مع الحبيب عن الله لما يقول:
كتب ويكتب وقال
كل شئ بيدى
خلقت الصمت والكلام
فبان كل شيء
وفى وسط كل الكتابة الرباعية دى هـ تلاقى كلام موجه للمرأة لجمالها وللحب فيها والغرام والكلام عن محاسنها.. لكن يا ترى هى مين المرأة اللى بـ يكلمها أو مين الأنثى اللى بـ يتكلم عنها الجزار؟ ممكن تكون حبيبته… ممكن تكون الحب نفسه… ممكن تكون العشق الإلهى لما يتجسد فى أنثى.
وقالت لك كل ما تبغى
يلزمك فى سفرك القليل
ماء وهواء وبعض الطعام
قلت يكفى وما دمت معى كل شيء هان
اقرأوا الكتاب وحاولوا توصلوا للتشابه اللى بينه وبين رباعيات الخيام المشهورة فى الحب الصوفى، فعلى الرغم من أنه كاتب جيد كروائى لكنه وقع فى فخ رباعيات الخيام وعمل رباعيات قريبة منها فى الروح واللغة والأنثى والوجود.. لكنه فى النهاية بـ يعمل لنا نص صوفى جميل.