The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

المفتاح:

لكل كتاب مفتاح، واللى يعرف المفتاح يعرف يقرأ وهو مطمئن، السؤال الأزلى دلوقت طيب الكتَّاب ليه ما يكتبوش بسهولة والناس تفهم براحتها ويبقى الأدب سهل كده وحلو ولذيذ، الإجابة طيب وليه تتعب دماغك، وليه تفكر، وليه تدور وراء المعانى؟ لو عرفت تجاوب على اللى فات يبقى لازم تعرف أن إجابتك هى المفتاح.. لما تدور على المعانى داخل أى كتاب وعلى فكرته يبقى حضرتك بـ تشغل دماغك وعاوز تفهم وعندك سعى للمعرفة.

 

المعرفة:

إحنا بـ نتكلم عن ديوان بالفصحى للشاعرة سلمى فايد، وهـ نحاول نشتغل مع مفتاحين الأول.. الفصحى ففى أى درجة تكتب سلمى هل تكتب الفصحى البيضاء زى ما بـ يسموها وهى الأقرب لكتابة الصحافة.. ولا بـ تكتب فصحى بمصطلحات ولا تركيبات معقدة وصور متداخلة ولا كتابة فلسفية محتاجة أنك تكتب على كتابتها.. دى مستويات كثير من الكتابة وفى الغالب سلمى ما بين المستوى الثالث اللى هو التركيبات والصور.. والرابع اللى هو الكتابة الفلسفية.. ها.. عرفت أول مفتاح؟.. تمام جدًا.

 

ثانى مفتاح:

مفتاحك الثانى أنها عنونت الكتاب "كوابيس ما بعد الخطأ" يعنى القصيدة دى هى أهم واحدة من وجهة نظرها وهى اللى بـ تعبر –فى الغالب– عن طريقة كتابتها.. وكمان الإهداء مهم.

طيب الإهداء بـ يقول:

"سيبقى فراغ القلوب فراغًا

إذا لم تعان ضجيج القلق

ويبقى كلام القصيد كلامًا

إذا ظلت الروح لا تخترق"

هنا عندنا فكرتين أساسيتين، الأولى: بـ تتكلم عن أرق الشاعرة واللى بـ يصيب القلب وده معناه أننا أمام شخصية مهمومة وهمها نابع من شعورها سواء باللى حولها أو بنفسها أو بالآخر… والفكرة الثانية هى كلام القصيدة اللى ممكن يبقى مجرد كلام إلا لو ظلت الروح زى ما هى على بياضها ونقائها، وحلاوة التسمية هنا أن القلب والروح منطقتين بـ يلعبوا على الشعور والوجدان.. يبقى الشاعرة بـ تحاول تخاطب الوجدان.

 

الكوابيس:

ومن الوجدان بـ ييجى التفكير والفراغ اللى بـ يصيب القلب والتعب من أجل الآخر –فى كل صوره– وده هـ يبان فى القصيدة الأم اللى هى الكوابيس وطبعًا باينة من اسمها.. لكن إيه طبيعة الكوابيس اللى ممكن تهاجم الشاعرة اللى بـ تدور على روح نقية، تعالوا نشوف فى النص.

وبأى جرح

يمكن الجسد التطهر

من خطيئته

إذا كانت له روح بلا روح

وذات خاطئة

جسد تعرى

ليس إلا من ثياب.

يبقى الكلام هنا حول تعرية الروح.. وليس تعرية الثياب.. إحنا بـ نتكلم عن المعنى العميق فى النص واللى ممكن نسميه رحلة فى البحث عن الروح النقية الطاهرة اللى مافيش حاجة لوثتها.. ودى صعبة فى الزمن والمواقف اللى بـ نعيشها واللى بـ ترصدها الكاتبة فى رحلة ولادة أنثى لها نفس ملامحها وهى روحها.

قلب التهبت به النيران

منذ قضم البداية

قادته الأفاعى

ــــــــــــــــــــــــــــ

ولِدَت بلا وصف لأمنيتى، كان

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت معى أوراق ذاكرتى

ومطفأة ومفتاح

ولكنى سقطت

سقطت فى إغمائة طالت

بطول وقوف فاتنة

بنافذة

لتنتظر العشيق

أمسكت كفًا

لا أرى مدها

وصحوت

من نيران ذاك الحلم

أحمل كل أوراقى

وأركض

قبل أن تخبو القصيدة فى الحريق