-
عزت القمحاوي
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
50 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Mustafa Abd Rabu
من أهم مميزات الجوائز الأدبية اللي انتشرت مؤخرًا في العالم العربي، إنها بتعرّف شريحة كبيرة من القراء على روايات متميزة تاهت في الزحمة. رواية (يكفي أننا معًا) للكاتب المصري الكبير عزت القمحاوي مرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فرع الآداب.
خديجة بطلة الرواية بتحضر رسالة الدكتوراه في الطراز المعماري لبناء المحاكم، وتطوره وعلاقته بتطور فكرة العدالة في مصر، خديجة اللي عندها 27 سنة انبهرت بالمحامي الشهير جمال منصور من خلال زياراتها المتكررة لقاعات المحاكم.
خديجة بتحاول بكل الطرق تلفت نظره، لكن كل محاولاتها بتفشل، فبتقرر تزوره في مكتبه، عشان تتكلم معاه في موضوع الرسالة. وبتكتشف إن جمال منصور مش مجرد محامي مشهور وشاطر، لأ بتعرف إنه على درجة عالية من الثقافة ومهتم بالفن بشكل كبير.
وعلى مدار فصول الرواية بنشوف تطور العلاقة، وبنعرف من البداية إنها نوع من الحب المستحيل. علاقة بين رجل في الستين من عمره وبنت في عمر بناته، لازم يصاحبها قلق وخوف للطرفين، والحِمل الأكبر وقع على جمال لأنه مشهور، وعشان يبعدوا عن عيون الفضوليين قرروا قضاء فترة بعيدًا عن عيون الناس، وبتقترح خديجة إيطاليا.
من البداية هنعرف إن الكاتب بيوصف شخصيات هو عارفها كويس، وبحرفية أضاف تفاصيل من عنده بخيال الروائي الموهوب. وخاصة شخصية جمال منصور. واختياره للحبكة ممتاز، بداية من موضوع رسالة الدكتوراه في معمار المحاكم، ولغاية اهتمام جمال منصور بالفن واللغة، لأنها أهم أداة يستخدمها المحامي عشان يعبر أفكاره.
الكاتب اختار أسلوب (الراوي العليم) عشان يتيح لنفسه مساحة رؤية أوسع وأشمل، يعني كأنه شايف الأبطال والأحداث من فوق، بعين الطائر. وده أسهل للكاتب، لأنه يتيح له رؤية شاملة، يقدر يتحرك فيها براحته.
وبما إنها رواية رومانسية، فالسؤال الأهم كان هو هل العلاقة بين جمال وخديجة هتصمد؟ وهل العلاقة تنفع من الأساس؟ وخاصة في مجتمع زي مصر، وعشان كده سافروا روما، عشان ياخدوا وقتهم في استيعاب العلاقة بعيدا عن عيون الناس.
لغة الرواية سلسة، وده كان مناسب للجو العام، وكان ممكن تبقى مجرد رواية رومانسية نمطية. في منها كتير، لكن عزت القمحاوي بذكاء قدر يضيف مشاهد جذابة، زي وصفه لروما ولجزيرة كابري، وكمان الحوارات الرائعة بين جمال وخديجة.
رواية مكتوبة بمزاج –كعادة كل أعمال عزت القمحاوي- اللي قرر من زمان إنه لازم يعمل في صمت من غير بروباجندا عشان يمتعنا بكتابة حلوة ورايقة.