The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
يونس في أحشاء الحوت

يونس في أحشاء الحوت: مجموعة قصصية هـ ترجعك لنفسك

  • ياسر عبد اللطيف
  • واقعية
  • من الآن
  • عربي عربي
  • 20 جم
  • مكتبة الكتب خان
تم التقييم بواسطة
Rehab Loay
قيم
قيم الآن
يونس في أحشاء الحوت: مجموعة قصصية هـ ترجعك لنفسك

في زحمة الدنيا
الواحد بـ ينسى نفسه، ما بـ يفكرهوش بها إلا ذكرى معينة، أو فكرة تخطر على باله،
أو أنه يستعيد إحساس معين مش بـ يحسه غير وهو لوحده، مع نفسه، ده بالظبط اللي حصل
مع الكاتب ياسر عبد اللطيف، وسجله في مجموعة قصصية سماها “يونس في أحشاء
الحوت”، بـ تنقل اللي يقرأها لنفسه، تخليك تفتكر حاجات ما حدش يعرفها عنك
غيرك.

عنوان المجموعة بـ
يدل على الحالة اللي فيها، يونس لما كان في أحشاء الحوت، كان لوحده تمامًا، ما حدش
يعرف عنه حاجة ولا هو عارف عن الناس حاجة، انفصال تام عن العالم، لكن زي ما كان
انفراد سيدنا يونس بنفسه ضروري علشان يفكر ويرجع لصوابه، الانفراد بالنفس من وقت
للثاني أمر ضروري علشان يرجع الإنسان لنفسه ويقدر يستأنف حياته برؤية واضحة، ما
يبقاش فيها مجرد صدى لأفعال وأفكار اللي حوله.

المجموعة مكونة من 10
قصص في كتاب من القطع المتوسط، بـ يربط بين القصص كلها حالة الأحلام، واللي هـ تحس
وأنت بـ تقرأ أنها بـ تتكلم عنك، زي مثلاً قصته “ترتيب الأرفف”.

الأحلام عامل مشترك
بين قصص المجموعة كلها، أما القصص اللي خرجت من حيز الأحلام كانت عبارة عن استعادة
لذكريات المؤلف، واللي هـ تحطك في مقارنة تلقائية بين ذكريات طفولته، وذكريات
طفولتك، زي لما يحكي لك عن صديقته في روضة الأطفال، ولما يحكي لك عن شعوره وهو بـ
يدخل جنينة الحيوانات لأول مرة، ولما بـ يحكي لك عن أحداث حساسة في حياته، وملابسات
وفاة والده واللي لقط فيها ملاحظة فريدة نظمها في قصته اللي عنوانها
“الرسل”.

“يونس في أحشاء
الحوت، يا أحشاء كالتابوت، يونس حي لا يموت” بالأبيات دي اللي كتبها الشاعر
الراحل نجيب سرور، بدأ ياسر قصته اللي سمى المجموعة على اسمها، القصة دي عبارة عن
وصف مفصل لجولة الكاتب داخل مول كبير في أمريكا الشمالية، مغامرة فعلاً هـ تحب تقرأها،
لأن الكاتب في المول ده بـ يدخل تجربة أنه ينزل أعماق البحر من خلال جهاز محاكاة،
عبارة عن بدلة، لما تلبسها تحسسك أنك نزلت أعماق البحر، ومن خلال التجربة دي بـ
يشوف الكاتب أعماق البحر وجماله، بـ يحاول يطلع على سطح البحر، الجهاز مش بـ يسمح له،
فبـ يحاول ينزل في الأعماق أكثر، وهناك بعد مغامرة كبيرة بـ ينحشر في نفق عميق ما بـ
يعرفش يخرج منه، وبـ يعرق ويخاف فعلاً كأنه في أعماق البحر بجد، والجهاز يقول له أنبوبة
الأكسجين قربت تخلص، وفي آخر القصة بـ يصارحك الكاتب أنه عرف يلبس البدلة بتاعة
المحاكاة لكن نسي يعرف بـ تتفك إزاي علشان يقدر يخرج منها!

القصة دي دلالتها
عميقة جدًا، كل واحد فينا ممكن يفهمها بصورة مختلفة، لكن اللي مافيش خلاف عليه أنها
أجمل قصص المجموعة، مش علشان المغامرة اللي تكتم أنفاس اللي يقرأها فقط، لأ وعلشان
نسبة الخيال فيها كبيرة، وتوافرت فيها عناصر القصة أكثر من باقي المجموعة، لكن
كمان علشان فيها معنى فلسفي كبير بـ يقول من خلاله الكاتب عبر السطور أن الحياة
عاملة زي البدلة دي اللي لبسها، لو حبيت تطلع بها للسطح ما تعرفش، لأنها مصممة أنها
تخليك تحت وبس، ولو حاولت تخوض المغامرة بـ تتحمل المخاطرة لوحدك، وكلنا ما نقدرش
نفك بدلة الحياة من علينا بمزاجنا، المعنى كئيب شوية لكنه عميق.

أكثر حاجة ممكن نأخذها
على المجموعة أنها مش قصص زي ما مكتوب على غلافها، ممكن نقول أنها فضفضة.. يوميات..
خواطر للكاتب.. لكن مش قصص، خاصة أن فيه عناصر بـ تربط القصص ببعضها، يمكن نقدر
نقول عليها متتالية مثلاً لكنها مش مجموعة قصصية أبدًا.

أما أجمل حاجة في
الكتاب ده أنه مختلف بجد، وهـ يأخذك لمناطق داخل نفسك ممكن ما كنتش بـ توصل لها إلا
لما حد يتكلم عنها أمامك فـ تبص لها في نفسك وترجع لها، وده بالظبط اللي ياسر عبد
اللطيف بـ يعمله، ناهيك عن أن الأفكار، واللغة مميزين فعلاً.

عجبك ؟ جرب

"قميص هاواي" لإيهاب عبد الحميد، و"الحفل الصباحي" لمحمود الورادني.

عن الكاتب

ياسر عبد اللطيف شاعر وروائي وقاص، أصدر قبل كده رواية بعنوان "قانون الوراثة" صدرت عام 2002 وفازت بجائزة ساويرس الأولى للرواية، وله دواوين بعنوان "جولة ليلية"، "ناس وأحجار".

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح