The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أول ألبومات الفريق المكون من الثلاثي الأسمر (أمير – بحر – عبده) اللي حققوا نجاح تاريخي على ساحة الغناء الـ(Underground) أو “تحت الأرض” اللي هي موسيقى الإنتاج المستقل والفرق المغمورة اللي مش موضع إهتمام الإعلام قوي. عملوا جمهور بالآلاف بـ يتابع أخبارهم وحفلاتهم اللي معظمها كان بـ يبقى في ساقية الصاوي وحديقة الأزهر ومهرجانات SOS قبل توقفها. مؤخراً وبعد صدور أول فيديو كليب ليهم على الفضائيات زادت شعبيتهم بين جمهور “البوب” العادي، و دايماً لازم نفرَّق بين النوع ده من الجمهور وجمهور “مزيكة تحت الأرض” اللي قولنا عليها.

الألبوم فيه 12 أغنية إحنا متأكدين أنهم تعبوا قوي عشان يختاروهم من كل الأغاني اللي عندهم – سنة ونص تحضير – بس واضح طبعاً أن المنتج كان له دور في الإختيار، ودوره الأكبر كان في توزيع الموسيقى اللي خلِّت أغانيهم شبه أغاني السوق التقليدية بعيد عن روح الإستقلالية اللي بـ تبرز الموسيقى والعزف على الكلمات والغناء أو على الأقل ده بـ يكون مساوي لده. ومع ذلك الألبوم حاول يوازن على قد ما قدر بين الطابع المستقل والطابع اللي المستمع متعود عليه اكتر.

بداية الألبوم قوية بأغنية «كنا صغار» من كلمات د.نبيل خلف وألحان وليد سعد، وده الثنائي اللي قدم أغنيتين كمان في الألبوم ده وهما أغنية الألبوم «بحار» وأغنية «قالوا على الحب». مافيش كلام أن ألحان وليد سعد بـ تعلق في الودان بسهولة بالذات جملة الكورس ويمكن ده كان مقصود من التعاون مع ملحن بحجم وليد لتحقيق نسبة الإستماع المطلوبة وكسب جماهير جدد من اللي مش متعودين على الألحان غير التقليدية، والأهم طبعاً هو توزيع الموسيقى بآلات معينة مألوفة للمستمع العادي وده اللي قدر يعمله الموزع أسامة الهندي لدرجة أنه غير جمل لحنية في وسط الأغاني عشان تتماشى مع طابع الألبوم.

لو مضايق من اي حاجة «قول آه»، أغنية جريئة على إيقاعات الهيب هوب، كلمات وألحان الفريق، ومستخدمين فيها لزمة أغنية أسمهان  الشهيرة «يا حبيبي تعالى إلحقني» عشان لايقة على كلام الأغنية الكوميدي جداً، وعجبتنا قوي كلمة (Globalization) اللي في أول الأغنية والمزمار البلدي في آخرها.

الطابع الفلسفي غالب على كلمات أغاني زي «زحمة المترو» و«المجنون» و«إفلت زمام» والـ3 أغاني كلمات الشاعر رامي يحيى زميل كفاح الفريق، وألحان أحمد بحر، ونقدر نقول أن هي دي الشخصية الأصلية لـ«بلاك تيما» واللي جذبت جمهور معين قوامه المثقفين والمهتمين بالأدب الساخر والشعر العامي والموسيقى المصرية المعاصرة.

أغنية «إيه يعني لما سبتيني» كسرت الدنيا حتى قبل إصدار الألبوم، فكرة الحبيب اللي ما صدق يخلص من حبيبته جديدة على الأغاني العاطفية المصرية، خاصة مع اللحن المميز اللي قدر يعبر عن الكلمات بشكل فرايحي مناسب لطبيعتها الكوميدية.

«إنسان» ممكن نعتبرها أقوى أغاني الألبوم، الكلمات تلخيص لحالة إنسانية مليانة تناقضات، كتبها الشاعر ضياء عطالله ولحنها بإقتدار أمير صلاح الدين عضو الفريق، توزيع ميال لسكة الـﭼاز الناعم وجمل التناغم الصوتية قوية جداً ومعمولة بإحتراف. تحية لـ «بلاك تيما» على التراك ده.

فيه أغاني ماقدرتش تلفت إنتباهنا قوي زي «يا صديق» باللحن التراثي النوبي والكلمات باللغة النوبية صعب تستوضحها مع الموسيقى العالية. وكان المميز فيها بس جملة آلة الترومبيت في آخرها. وأغنية «عندي سر» بإيقاع الديسكو الثمانينياتي وجو الـ(House) بعد كده، ما كانتش إختيار موفق وإحنا عارفين أن كان عندهم تراكات أحسن من كده بس دي إتحطت على سبيل التنويع.

مسك الختام كان أغنية «زحمة» اللي كتبها شاعر له باع في عالم الشعر العامي – تحت الأرض برضه – وهو ميدو زهير، قوة موسيقى الروك لايقة على الكلمات القوية والحزينة في نفس الوقت، وخط الجيتار الإلكتريك طول الأغنية يحسب للموزع والعازف اللي سجِّله، تراك تاني يستحق التقدير.

«بلاك تيما» عاملين ألبوم فيه كل ستايلات المزيكا، نوبي وفانك وروك آند رول وهيب هوب وهاوس وكمان مقسوم شرقي، ساعدهم على ده خبرة سنين في السماع والعزف والتأليف بشكل مستقل، جربوا فيها كل حاجة ولعبوا كل حاجة، والألبوم فعلاً تجربة فنية جديرة بالإستماع، وأي كان ذوقك في المزيكا هـ تلاقي أغاني تعجبك في الألبوم الأول للثلاثي النوبي.