The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

عودة قوية للفنانة وردة الجزائرية وأول تعاون مع شركة
روتانا في ألبوم مكون من 6 أغاني بكلمات وألحان مجموعة من أفضل الشعراء والملحنين
على الساحة الفنية. مجهود كبير مبذول في الدعاية والتسويق ومصممين غلاف الألبوم؛
والهدف تقديم عمل يليق باسم وردة أحد مطربات الزمن الجميل، وأحد أهم الأصوات
النسائية في تاريخ الغناء العربي.

آخر ألبوم لوردة صدر سنة 2006 وكان بـ يضم أغاني مسلسل «آن
الأوان»، وما حققش نجاح يذكر لظروف خاصة بالدعاية، لكن نعتقد أن الوضع هـ يكون
مختلف مع ألبوم «اللي ضاع من عمري» لأن شركة بحجم روتانا مش هـ تضيع فرصة تعاقدها
مع فنانة بحجم وردة إلا وهـ يحاول يحقق أقصى استفادة طول مدة التعاقد.

الألبوم في مجمله يعتبر جيد، ولكن أكثر شيء ملفت ومن أول
كلمة بـ تنطقها وردة هو التغيير اللي حصل في صوتها بحكم السن طبعًا، وكمية الفلاتر
المستخدمة في المكساج لتقليل بعض “الحشرجة” أو ضعف الصوت، لكن ده ما
يمنعش أن خامة صوت الفنانة والرنة الأصيلة فيه بـ تطغى في النهاية على الأذن وبـ
تنسينا كل تقنيات الصوت المستخدمة وبـ نسرح معاها ومع الألحان الكلاسيكية اللي
تميزت بها كل أغاني الألبوم.

البداية بأغنية «اللي ضاع من عمري» كلمات المبدع هاني
عبد الكريم وألحان وتوزيع خالد عز، جديرة بأنها تكون أغنية الألبوم، وتكرار ناجح
للتيمات اللحنية اللي تميزت بها وردة على مدى مشوارها، وعجبتنا جملة الإيقاع بالرق
فقط مع صوت المطربة، والأغنية لازم تعلق في أذنك من أول مرة تسمعها.

تفاجئنا من دخلة أو Intro  أغنية «عدت سنة» علشان الهارموني المستخدم فيها
والمزج الحاصل بين صوت وردة بطبقة صوت عالية (الجواب) وأخرى منخفضة جدًا (القرار)،
وشكينا للحظة أن ده دويتو لوردة مع مطرب رجل لأن صوتها في الطبقة المنخفضة كان
أقرب لصوت الباص الرجالي، ونعتقد أن دي غلطة الموزع أحمد عادل اللي كان لازم يداري
عيب زي ده، اللحن مميز لأمجد العاطفي والكلمات تقليدية للشاعر عوض بدوي.

«ضميرك مستريح» هي محاولة من الملحن والموزع خالد عز لمحاكاة
أغنية «بتونس بيك» لنفس الفنانة اللي صدرت في منتصف التسعينيات، لكن طبيعة الكلمات
هنا مختلفة؛ وكتبها خالد تاج الدين. المقام الموسيقي المستخدم هو نفسه، والتوزيع
متشابه لحد كبير، لكن المقارنة مش في صالح «ضميرك مستريح» لأن ألحان صلاح الشرنوبي
وكلمات عمر بطيشة كانوا أقوى بمراحل، لكن في النهاية هي محاولة تحسب للملحن
والموزع والأغنية هـ تعجب ناس كثير علشان التيمة الطربية اللي فيها.

لحن مصري أصيل وكلمات قوية لأمير طعيمة في أغنية «يا حب
مين يشتري»، أدتها وردة بإحساس جيد رغم سرعة الإيقاع اللي أرهق صوتها في بعض أجزاء
الأغنية. خالد عز ملحن الأغنية وموزعها ختم الأغنية بموال شعبي قصير وجملة ربابة عُزفت
في الخلفية على استحياء رغم أن إبراز صوت الربابة كان هـ يضيف للأغنية وكان لائق
جدًا على الروح المصرية اللي فيها.

الملحن الراحل رياض الهمشري كان حاضر في الألبوم بأغنية «فهموني»
اللي لحنها قبل وفاته بفترة قصيرة والكلمات لأمير طعيمة والتوزيع لخالد عز. روح
الهمشري الفنية ظاهرة بقوة في اللحن اللي فكرنا كثير بأغنية «جرح تاني» اللي لحنها
لشيرين عبد الوهاب، المقامات المستخدمة والآلات المصاحبة و Intro العود والوتريات كلها حاجات بـ تشير للملحن الراحل.
وأداء وردة كان أفضل ما يمكن في الأغنية دي واستخدمت حِليات وعُرب صعبة بكثرة
والأغنية تعتبر من أجمل الأغاني الطربية اللي صدرت في آخر 10 سنين.

أغنية «أمل» كتب كلماتها ولحنها الفنان اللبناني مروان
خوري واستخدم الموزع داني خوري أصوات الجيتار وإيقاعات التكنو لإضفاء جو من
التفاؤل للأغنية اللي تعتبر تجربة جديدة للفنانة وردة وجديدة على أذن المستمع اللي
مش متعود على وردة في اللون ده من الأغاني، لكن في النهاية مروان خوري فنان كبير
وعارف هو بـ يعمل إيه.

تم تسجيل الألبوم بستوديو ART وصنع الأفيش كريم نور وكان واضح
تأثره بأحد أفيشات نجمة البوب الأمريكية Lady Gaga. الألبوم متوفر عند كل باعة الأسطوانات والكاسيت
وعلى الإنترنت طبعًا، وبـ نرشحه بقوة لكل عشاق الفن الجميل وصوت وردة الجزائرية
أحد أساطير الغناء العربي.