The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

في شارع عبد العزيز آل سعود في منطقة المنيل، وعلى الصف
المطل على النيل هـ تلاقي مدخل مرسى مركب «نايل ليلي» في نصف الشارع تقريبًا، أول
ما تعدي بوابة المدخل وتنزل كام درجة سلم ناحية اليمين هـ تلاقي مطعم «هابي دولفن»
العائم، بمساحة كبيرة جدًا ممتدة بطول حوالي 20 متر على النيل، وفيه أكثر من 50
ترابيزة منهم 12 واحدة مميزة على النيل مباشرة ودي اللي إحنا قعدنا على واحدة منهم
علشان كنا حاجزين بالتليفون قبل المغرب بوقت كافي.

الديكور بسيط وظريف، بس الملفت أن ما كانش فيه أي ديكورات
لها علاقة بالشهر الكريم، لا فوانيس ولا أنوار، يمكن منيو بوفيه الأفطار المطبوع
هو الحاجة الوحيدة اللي مُصممة مخصوص علشان رمضان.

أخذنا مكاننا المميز على النيل وكنا قريبين جدًا من مركب
«نايل ليلي» لدرجة أننا كنا سامعين المزيكا الشغالة هناك، وكالعادة منظر النيل كان
وهمي، وبدأنا نتعرف على محتويات البوفيه من خلال المنيو المطبوع، وبعده ظهر الجرسون
وسألنا لو نحب نضيف أي مشروبات لوجبة الأفطار اللي بـ ينزل معاها مشروب رمضاني وبس،
لكن كل الأكلات موجودة في البوفيه المفتوح فـ مش هـ تحتاج تطلب أكل ثاني.

سعر الفرد في بوفيه الأفطار 120 جنيه غير شاملة الخدمة
والضريبة! ومش عارفين إيه الفكرة؛ يعني ممكن يكتبوا 148 جنيه شاملة الخدمة
والضريبة وخلاص. المأكولات شرقية تمامًا، ودي حاجة أعجبتنا جدًا علشان كانت لائقة
على الزمان والمكان، لكن كان فيه طبعًا بعض الاستثناءات في المقبلات والأطباق
الجانبية زي الباستا والبيتزا والكول سلو وده تحسبًا لو حد مش غاوي أكل شرقي أو عاوز
أفطار خفيف علشان البوفيه المفتوح طبعًا لازم يرضي جميع الأطراف.

المشروبات بـ تكون تمر هندي أو كركديه أو قمر الدين،
وكانت ناقصة سكر كثير وما قدرناش نروي عطشنا بها، فـ بدأنا بالشوربات ودي فيه منها
نوعين: كريمة الدجاج وشوربة الخضروات الإيطالية أو (المنيستروني)، ودي كانت أحلى
بكثير. السلاطات كان أغلبها شامية، حمص وفتوش ولبنة ومتبل الباذنجان الخطير وسلاطة
خضراء وبطاطس بحبة البركة وسلاطة التفاح والرمان، وتقريبًا المقبلات الباردة كانت
أجمل حاجة في البوفيه وفتحت نفسنا على الآخر هي والعيش الفريش اللي لسه مخبوز
حالاً وموجود بكل الأشكال: بلدي وشامي وكايزر. كان فيه مقبلات ساخنة زي البطاطس
المحمرة والكبيبة والسمبوسك وخرشوف باللحمة المفرومة والخضروات. وكان مكتوب في
المنيو أنه هـ يكون فيه ورق عنب لكن طلعت إشاعة! والأطباق الرئيسية كانت مشويات
مشكلة وشيش طاووك وشركسية أو صدور دجاج بصوص كريمة الجوز وكباب حلة بصوص الفلفل
الأسود وده كان معمول حلو قوي ونوع اللحمة البتلو نفسها كان ممتاز وفريش جدًا.
علشان المنيو يبقى شرقي أصلي كان لازم يبقى فيه ملوخية وبامية (البيتي أحلى بكثير)
وأرز أصفر بالزعفران وسبانخ مغطاة بالبشاميل والموتزاريلا (كانت تحفة) ومكرونة فرن
باللحمة المفرومة. وكان فيه خضار سوتيه مافيهوش كوسة ولا بروكلي ولا فاصوليا بس
شغال.

وعلشان تحس أنها وليمة مش مجرد أكلة بره البيت.. «هابي
دولفن» بـ يقدموا ديك رومي عملاق على مائدة الأفطار، الديك مستوي بالأعشاب
والروزماري ومعاه أرز بالخلطة والبرغل والمكسرات، بس كان واضح أنه محتاج تسوية
أكثر شوية، بس في النهاية هو كان خير متمم للوجبة الدسمة مع تحفظنا أن المنيو كان
مكتوب فيه أنه هـ يكون فيه فتة مصرية باللحمة وطلع مافيش أي فتة، بس كباب الحلة
الخطير عوَض النقص ده بالنسبة لنا.

بعد الفطار كان لازم نحلي وعجبنا جدًا جيلي الفواكة
والكريم كراميل، وكان فيه كل الحلويات الشرقية التقليدية بالإضافة للقطائف وأم علي
لكنه ما كانتش حلوة زي الأماكن المتخصصة في الحلويات الشرقية.

المكان كان تقريبًا مليان على آخره، كان فيه إقبال واضح
على المطعم مافيش شك، وقبل المدفع كنا بـ نسأل نفسنا يا ترى البوفيه هـ يكفي الناس
الصائمة دي كلها! بس الحقيقة أنه كفى وزيادة، يعني ما تترددش أنك تنتظر شوية لما
الهجمة الأولى على البوفيه تخلص بعد المدفع مباشرة، وهـ تقوم تلاقي كل حاجة لسه
بخيرها وهـ تأكل لما تشبع.

الخدمة جيدة رغم الزحمة –لاحظ أننا رحنا وسط الأسبوع مش
ويك إند– وكان فيه اهتمام أننا نملأ استمارة التقييم الخاصة بالمطعم وبالفعل عملنا
كده وكتبنا ملحوظاتنا بأمانة. انبسطنا من الأكل والتنوع الموجود في «هابي دولفن»
واستغربنا بس أنه ما كانش فيه أي أسماك أو مأكولات بحرية على مائدة الأفطار رغم
اسمه اللي يوحي بكده بشدة.