The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One: الاستمرار على القمة

التاريخ حافل بأسماء الناس اللي قدرت توصل للقمة، في كل المجالات. لكن اللي بيقدر يسجل اسمه بحروف من ذهب في أذهان الناس قبل صفحات التاريخ، هم اللي قدروا يستمروا على القمة. ودي حاجة مش سهلة، خاصة في المجال الفني والسينمائي، حيث أذواق الناس بتتغير بسرعة البرق. علشان كده بنفضل شايفين أسماء زي آل باتشينو، أنتوني هوبكنز، عادل إمام، عمرو دياب، على أنهم من الفنانين المميزين في القدرة على الاستمرار في العمل والنجاح. وتوم كروز بطل فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One واحد من أكبر الأمثلة، على صعوبة البقاء على القمة والاحتفاظ بمكان فيها.

 

فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One بيحكي عن نظام للذكاء الاصطناعي اسمه (الكيان) قدر أنه يتمرد على صُناعة ويكون له أهدافه الخاصة المؤذية للعالم كله. وبعد شراكته المُرعبة مع إرهابي عالمي علشان يكون له تواجد على الأرض من خلاله، بيتم تكليف إيثان هانت وفريق المهمة المستحيلة، بالحصول على المفاتيح اللازمة للسيطرة على (الكيان) تاني، بالتالي بنبدأ نشوف مغامرة جديدة، المرة دي مش ضد منظمة فاسدة أو جواسيس متمردين، لكن ضد نظام ذكاء قادر أحيانًا على معرفة اللي هيحصل مستقبلاً بدقة مُرعبة.

كعادة سلسلة Mission: Impossible ممكن نقسم سيناريو الفيلم لثلاث أجزاء أساسية، وكعادة السلسلة، الحبكة الأساسية بتكون في المخاطرة بتسليم كل مفاتيح اللعبة للخصم، ومن ثم استغلال مهارات فريق المهمة المستحيلة، لاستعادة التوازن وتحقيق الانتصار.. لكن الفيلم كان بيواجه بالأساس مشكلتين رئيسيتين: الأولى أننا عارفين بمجرد قراءة العنوان أننا بنتفرج على جزء أول من أصل جزئين. وده كان محبط شوية. لأننا عارفين أن الأحداث مش هتنتهي في الجزء ده. والحاجة التانية هي أننا بنخوض تجربة (المهمة المستحيلة) للمرة السابعة! ودي واحدة من أطول سلاسل الأفلام في التاريخ! بالتالي لازم فريق الفيلم يعمل حاجه جديدة تمامًا علشان كل حركاتهم أصبحت محفوظة خلاص.

هل فريق Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One نجح في ده؟ الإجابة هي نعم ولا في نفس الوقت.

نعم.. القائمين على Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One نجحوا أنهم يلاقوا صيغة جديدة لعرض أفكارهم، من خلال تغيير العدو، بدلًا من أنه يكون عدو نمطي مكون من شخص أو جماعة، أصبح نظام ذكاء اصطناعي متمرد، وده أكسب الفيلم بُعد واقعي خاصة بعد تخوف العالم بالفعل من أنظمة الذكاء الاصطناعي وتوحشها وأنها هتحل محل كتير من الوظائف في المستقبل القريب. ويحسب لصناع الفيلم هنا أن تأخير التصوير بسبب انتشار كوفيد 19 ما خلاش فكرتهم قديمة، بالعكس فكرة الفيلم حديثة وتستحق نقف عندها ونفكر.

ونعم.. شوفنا توازن بين الإخلاص للسلسلة القديمة من حيث استخدام المفردات اللي عشاق السلسلة منتظرينها وحافظينها، زي التلاعب بالأقنعة والماكياج، وزي مطاردات السيارات اللي بيتم استخدام أحدث السيارات فيها. وزي مشاهد المطاردات فوق أسطح القطارات والاشتباكات اليدوية، وبجميع أنواع الأسلحة النارية والبيضاء. وطبعًا الـ Master scene اللي اتعودنا نشوفه في كل جزء، واللي تمثل في الجزء ده في القفزة الأسطورية من فوق سفح الجبل بالموتسيكل، والحقيقة أن المشهد فعلًا كان رائع وصعب نوصفه بكلمات. خصوصًا واحنا عارفين أن توم كروز أصر يعمل المشهد بنفسه بعد تدريب شاق استمر أسابيع.

لكن.. صناع الجزء السابع من Mission: Impossible حبوا يضيفوا شوية عناصر في الجزء الجديد، بعضها كان كويس وبعضها ماكانش موفق.

مثلًا، الخيط الكوميدي في الأحداث في رأينا أنه كان زايد عن حده، ومش متوظف كويس في المشاهد، وإحنا مش جُداد على الخيط الكوميدي في المهمة المستحيلة، لكن دايمًا كان بيكون مُوظف بشكل أفضل بكتير من اللي شوفناه في الجزء السابع.

حاجه كمان.. إحنا فاهمين أن الشرير المرة دي هو نظام ذكاء اصطناعي، لكن كُنا محتاجين على الأرض ممثل أقوى من إساي موراليس علشان يعمل دور الشرير. لكن في اعتقادنا أن الجزء الثاني من الفيلم هيكون فيه أشرار تانيين يقدروا يوازنوا كفة الأحداث.

توم كروز في دور إيثان هانت، مكانش في أحسن حالاته البدنية. وكان باين على كروز (61 سنة) أنه مش عارف يعمل مشاهد الأكشن زي زمان. طبعًا لما بنتكلم عن عدم قدرة “كروز” على مشاهد الأكشن، بنتكلم عن ده بالمعايير الـ(كروزية) اللي خلتنا نشوف ممثل في السن ده بيعمل المشاهد الخطيرة بنفسه بدون دوبلير. لكن مقارنة بالأجزاء السابقة، توم كروز ماكانش بيقدم أفضل أداء بدني.

استخدام التقنية الحديثة اللي كان صفة مميزة في كل أجزاء المهمة المستحيلة، كان شبه  غايب عن الجزء السابع تمامًا. واللقطة الوحيدة تقريبًا اللي تم التركيز فيها على تليفونات الممثلين شوفنا تليفون (يبدو أنه سامسونج أندرويد) من الموديلات الحديثة القابلة للطي. ولو اللي شوفناه صح، فا دي تعتبر نقلة جديدة في أفلام Mission Impossible اللي كانت الأدوات التقنية فيها مُحتكرة تقريبًا من شركة آبل. ومش عارفين هل ده اتفاق إعلاني بين السلسلة وبين سامسونج، ولا التخلي عن أجهزة آبل كان نتيجة اشتراطها أن الأشرار في الأفلام لا يستعملوا تليفوناتها، بالتالي ده ممكن يهدد حبكة الأحداث بالانكشاف؟

من الحاجات اللي عجبتنا جدًا، أن صناع السلسلة قدروا يربطوا بين الأجزاء القديمة والجزء الجديد، بدون ما يفسدوا المشاهدة على المتفرج اللي ده أول جزء يتفرج عليه، وبدون ما يدوا (Bonus) للمشاهد اللي عنده ولاء ومتابع السلسلة من البداية، والأحلى من كل ده أننا بنشوف عملية تجنيد شخص جديد لصالح الفريق، ودي حاجة كانت بالفعل ناقصه السلسلة وكانت أول مرة نشوفها.

السيناريو ماخدمش بعض الأدوار زي سايمون بيج وفينج راميز اللي كانوا بياخدوا في السابق مساحة أدوار أكبر بكتير، واللي نقص من أدوارهم تمت اضافته للبطولة النسائية اللي كان فيها سيمفونية مابين ريبيكا فيرجسون و بوم كليمنتيف. فيما كان لـ هايلي أتويل نصيب الأسد من المشاركة في الأحداث. والكيمياء بينها وبين توم كروز أكتر من رائعة.

فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One عرف يقدم الجرعة المطلوبة، من الأكشن والإبهار والجاسوسية والكوميديا. أحيانًا بعض المساحات بتطغى على التانية أو مش بتتوظف كويس، لكن في النهاية، خلطة المهمة المستحيلة لسه زي ماهي، ولسه واحدة من أحلى الأفلام لنا على الرغم من وصولها للجزء السابع، والفضل هنا يعود لبطل السلسلة المتفاني في حبه وإخلاصه لها، ومخرج الفيلم الواعي المركز في التفاصيل، وفريق العمل، اللي بجد عاوز يعمل المستحيل علشان يقدم فيلم يستحق المشاهدة.

عجبك ؟ جرب

الأجزاء السابقة من نفس السلسلة.

نصيحة 360

الفيلم تأخر في العرض بسبب تداعيات انتشار كوفيد 19. وميزانيته وصلت لأرقام فلكية بسبب إجراءات العزل والوقاية أثناء التصوير. ومع تعدد الإصابات داخل فريق العمل، اشترى توم كروز يخت يعزل فيه الفريق لما رجعوا يصوروا في إنجلترا. وتكلف نصف مليون يورو دفعهم من ماله الخاص!

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح