The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فيلم The Unforgivable: جحيم ما بعد السجن!

سنة 1989 اتعرض لأول مرة فيلم (كتيبة الإعدام). من بطولة نور الشريف ومعالي زايد وممدوح عبد العليم وشوقي شامخ. الكاتب أسامه أنور عكاشة عرض في الفيلم قصة حسن عز الرجال، المتهم في قضية خيانة أبطال المقاومة الشعبية وسرقة أموالهم. واللي على الرغم من دفعه للثمن مدة طويلة في السجن. المجتمع مش بيغفر له خيانته، وظباط الشرطة بيضيقوا عليه حياته علشان يعترف بمكان الفلوس اللي سرقها في فترة الحرب.

العلاقة بين (كتيبة الإعدام) و (The Unforgivable) بتتمثل في نظرة المجتمع للمجرم اللي عمل جريمة، القانون بيعاقب عليها بالسجن لفترة معينة، بينما المجتمع بيعاقب عليها بالنبذ والوصم.. مدى الحياة.

 

فيلم The Unforgivable بيبدأ بمشاهد افتتاحية لمغادرة روث سلاتر (قامت بالدور ساندرا بولوك) للسجن. بعد 20 سنة قضتها بتهمة قتل رجل شرطة أثناء إخلاء البيت اللي كانت عايشة فيه مع أختها الصغيرة. لكن رغم قضائها فترة عقوبتها، المجتمع كله مش متقبل فكرة أنه يعيد احتضان قاتلة ظابط. خاصة ظباط الشرطة اللي بيحصل بينهم اتفاق غير مكتوب بتحويل حياتها لجحيم، والتوصية لأصحاب الأعمال أنهم مايوظفوهاش.

لكن (روث) وعلى الرغم من النبذ المجتمعي، بتحاول توصل من تاني لأختها، اللي ماشافتهاش من يوم الجريمة، واللي تبنتها عائلة بديلة وأصبحت جزء منهم.

من اللحظة الأولى لاستعراض حياة الأخت واستعراض المشاكل اللي بتعيشها (روث) سيناريو الفيلم -المعروض على نتفليكس بالمناسبة- بيورطنا في سؤال مؤرق: هل فعلًا من مصلحة الأخت أنها تعرف أن أختها المدانة خرجت من السجن وعاوزة تتواصل معاها تاني. أم من الأفضل أنها تكمل في حياتها الهادية المستقرة، لكن المزيفة بشكل أو بآخر؟ وعلشان نتورط أكتر في التساؤل، بنشوف الأخت وهي بتعاني نفسيًا لحد دلوقت من اللي حصل في ليلة الجريمة، وإن كانت مش قادره تفتكر الأحداث بوضوح لسنها الصغير وقتها.

الجميل في The Unforgivable أنه مش بيعرض صورة وردية للمجتمع الأمريكي، اللي المفروض ملتزم بالقوانين وبيتعامل مع كل حاجة بنظام الحقوق والواجبات. زي مشهد مصنع الأسماك اللي بتتعرض فيه (روث) للضرب على يد واحدة من العاملات، لأن والدها ظابط شرطة، ولأنها تخيلت ولو للحظة أن والدها كان ممكن يكون الظابط القتيل. هنا بنلاقي نفسنا في سؤال أخلاقي: هل من حق روث تتمتع بحياة طبيعية لأنها سددت دينها للدولة؟ أم أن الفارق بين الدولة بقوانينها الجامدة، وبين المجتمع وحكمه الأخلاقي اللي بيدوم مدى الحياة فارق شاسع وممكن يضيع حياة إنسان؟

 

وعلشان تزيد الأمور تعقيدًا، بنشوف أطراف تانية من ماضي (روث) بتتدخل علشان تخلي حياتها جحيم أكتر من الوضع اللي حاصل بالفعل. بالتالي بنلاقي نفسنا بنتورط معاها مشهد بعد مشهد، خاصة وإن عندنا إحساس ان جريمة القتل فيها فصل غير محكي. فصل احتفظت بيه المخرجة  نورا فاينشيدت علشان تفاجئنا بيه في الدقايق الأخيرة للفيلم، علشان نفضل فاتحين أفواهنا من المفاجأة لحد النهاية. خاصة أن الفيلم بيصارحنا بيه لما نكون تخيلنا أن مافيش جديد ممكن نشوفه بالفعل. “نورا” أبدعت في إخراج الفيلم رغم أن الفيلموجرافيا بتاعتها كمخرجه مافيهاش أعمال قوية، ومعظمها أفلام قصيرة ووثائقية.

 

لكن مهما كان الإخراج مميز، كان مش هيمتعنا لولا أداء ساندرا بولوك المقتربة من الـ 60 سنة، واللي أجادت بشدة في اقناعنا بقسوة التجربة عليها، من خلال أدواتها كممثلة من لغة جسد وطريقة حركة، وحتى ملامح وجهها اللي بتتحول من قمة الجمود في بعض المشاهد، لقمة الحزن والمعاناة، أدوات قدرت “ساندرا” تستغلها بحرفية،  بأداء تمثيلي رائع يستحق الإشادة، متوازن مع المرحلة العمرية اللي بتعيشها، وشكلها العام اللي نجحت تخليه يعكس الألم وسنين السجن العجاف.

 

(The Unforgivable) فيلم جميل، معمول باحترافية، لكنه بيفتح جراح كتير عند المشاهدين اللي عندهم ديون غير مسددة، مش بس ناحية المجتمع، لكن ناحية حبايبهم، وناحية أنفسهم بالمقام الأول، (The Unforgivable) بيعرفنا أنك لو ما سددتش ديونك ناحية نفسك، مش هاتقدر تسد ديونك لأي حد تاني!

عجبك ؟ جرب

أفلام عن المعاناة داخل السجون وخارجها زي The Shawshank Redemption.

نصيحة 360

كان المفترض يتم تقديم الفيلم سنة 2010. كل الوقت ده كان للوصول لأفضل نسخة للسيناريو علشان يظهر الفيلم بالشكل اللي شوفناه بيه.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح