-
إنتاج مستقل
-
من الآن
Mustafa Abd Rabu
في العشرينيات من القرن العشرين، اكتشفت بعثة ألمانية في مدينة على الساحل السوري قطع حجرية مكتوب عليها نوتة موسيقية قريبة جدًا من شكل كتابة الموسيقى حاليًا! واكتشف العالم كله إن الموسيقى بشكلها الحالي بدأت من الشرق الأوسط.
برنامج موسيقى الشعوب هو الأول من نوعه على تلفزيونات العالم العربي. فكرة البرنامج إنه بيدوّر على الموسيقى في العالم كله. ويستكشف طبيعة الموسيقى الخاصة بكل بلد. وتحديدًا الموسيقى التقليدية، اللي مافيهاش أي عناصر حديثة.
وبما إن البرنامج مهتم بمزيكا الشرق فكان من الطبيعي إن أول حلقة تبدأ من لبنان. وهنشوف شكل مختلف تمامًا للبنان، بعيدًا عن أماكن السهر وموسيقى الديسكو والبوب. هنشوف لبنان الجبل والسهل والضيعة (القرية) هنتعرف على قوة الدبكة اللبنانية في مدينة بعلبك. وجمال الموسيقى السريانية. اللي اتأثرت بيها الموسيقى اللبنانية وحتى اللهجة. وهنكتشف إن الموسيقى العربية في شكلها الحالي هي عبارة عن تطور للموسيقى السريانية. وهنشوف إزاي المزيكا قدرت تمزج بين الأناشيد الإسلامية والموسيقى السريانية في الكنيسة. وهي دي رسالة البرنامج اللي بيركز عليها في كل حلقة.
البرنامج عايز يقول إن الموسيقى هي اللغة الوحيدة اللي مش محتاجة ترجمة. هي اللغة اللي بتجمع بين كل الشعوب.
زي ما هنشوف في حلقة اليونان. وإزاي الموسيقى اليونانية قايمة على آلة البوزوكي، اللي شكلها أقرب للعود. وأنها انتقلت إلى الشرق الأوسط وبقى اسمها البزق. وفي شرق اليونان هنشوف الفرق بتغني موسيقى تركية وقدود حلبية باللغة العربية، من غير ما يفهموا المعنى.
نقدر نقول أن عبير نعمة مقدمة البرنامج من أهم عوامل نجاحه. بتلقائيتها وبساطتها في التعامل مع الناس. وبصوتها النادر وثقافتها الموسيقية الواسعة قدرت تغني جميع الأشكال الموسيقية ببراعة من مهرجان الموسيقى الروحية في الهند لأغاني الأمازيج في المغرب وللغناء على الربابة مع الغجر في صعيد مصر.
برنامج جميل وفريد من نوعه. كأنه ركن هادي بعيد عن كل الهيصة اللي حوالينا.