The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

وعد إبليس: مسلسل أخلف وعده

عارفين إننا بنتكلم عن مسلسل وعد إبليس بعد مرور وقت طويل نسبيًا على نهاية عرضه. لكن كنا عاوزين نتناول المسلسل بعد نهاية الضجة اللي أثارتها السوشيال ميديا، خاصة بالتزامن مع نهايته. علشان نقدر نعمل تقييم مُحايد، عن مسلسل أعطانا وعود كتير. وأخلف معظم وعوده معانا.

إبليس: هو من الفعل بَلَسَ (بمعنى طُرِدَ)، عندها يكون معنى إبليس هو «المطرود من رحمة الله».

 

مسلسل وعد إبليس بيحكي عن إبراهيم. – قام بالدور عمرو يوسف- اللي بيعمل في شركة ناجحة، وكل تفصيلة من تفاصيل حياته مع زوجته زينة -عائشة بن أحمد- تعتبر مثالية. لحد ما يفاجأ الزوجين السعداء بإصابة الزوجة بمرض خطير. وأن الباقي من حياتها أيام أو شهور معدودة.

هنا بيظهر في حياة إبراهيم، كيان شيطاني هو إبليس الشيطان، واللي قام بدوره فتحي عبد الوهاب، وبيقرر يشتري روح إبراهيم، مقابل شفاء زوجته. ومن هنا بيبدأ إبراهيم يدخل في دوامة من التصرفات المجنونة، بإيعاز من الشيطان.

العلاقة بين الإنسان والشيطان، وتجسيدها على الشاشة، مش حاجة جديدة على الأعمال الدرامية الأجنبية والعربية على حد سواء. شوفنا تجسيد للشيطان في The Devil’s Advocate على سبيل المثال لا الحصر، وفي الأعمال العربية، شوفنا تجسيد الشيطان على يد يحيى الفخراني في مسلسل ونوس، ومن قبله بسنين طويلة قام بالدور يوسف وهبي في (سفير جهنم). وغيرها من الأعمال.

لكن مسلسل (وعد إبليس) وعد المشاهدين بعمل مختلف تمامًا، سواء من حيث الميزانية، كونه عمل أصلي لمنصة شاهد اللي أثبتت نفسها بقوة في السنوات الأخيرة من خلال إنتاجات حصرية قوية، أو من خلال فريق العمل نفسه، اللي معظمه أجانب زي المؤلف توني جوردن والمخرج كولين توج أو مشاركة بطلة سلسلة Mission impossible وهي باولا باتون في البطولة.

وبمجرد إصدار تريلر المسلسل، كان عندنا توقعات عالية بمستوى إخراجي عالي، ومؤثرات بصرية غير تقليدية، وأداء تمثيلي خارج المألوف. وللأسف الشديد كل توقعاتنا راحت أدراج الرياح، ولقينا نفسنا أمام مسلسل عادي وأقل من العادي كمان.

بداية بالسيناريو اللي فشل في أنه يضع قواعد واضحة للأحداث. أحيانا بنشعر أن إبليس له قوة وتأثير غير طبيعي، وشويه نحس أنه كيان عادي قابل للخداع والهزيمة. كل ده مع أداء مفعم بالمبالغة من فتحي عبد الوهاب، جعل بعض المشاهد اللي المفروض تثير الرعب في نفوسنا، مثيرة للضحك والسخرية! وهو نفس الفخ اللي وقعت فيه نيللي كريم في شخصية إسراء مساعدة إبليس، واللي قدمت أدائها للشخصية من نفس المنطقة اللي لعبت فيها دورها في (الفيل الأزرق) بدون تغيير تقريبًا.

باولا باتون اللي حسينا أن وجودها فقط للدعاية وجذب المشاهدين، لأنها على صعيد التمثيل قدمت أداء ضعيف وتقليدي للغاية. وماقدرش أداء عمرو يوسف الجيد أنه يعوضنا عن كل الخسائر التانية في الأداء التمثيلي لباقي الأبطال.

من ناحية تانيه بنشوف أداء جيد لأدوار الصف الثاني. خالد كمال ومريم الخشت و مراد مكرم. اللي قدموا أدوار جميلة، كانت هتبقى أجمل لو خدمها السيناريو بشكل أفضل.

والمشكلة الأساسية لـ (وعد إبليس) أنه قدم تصور للعلاقة بين الشيطان والإنسان من مفهوم غربي بحت، بينما لو تم تناوله بفكرة عربية خالصة، وكتابة مصرية، تضرب على الأوتار المرعبة المصرية البحته. كان هيكون أنجح. خاصة وأن عندنا في ثقافتنا العربية تراث طويل من الرعب القائم على الكيانات والكائنات اللي من أبعاد مختلفة عن الطبيعة الإنسانية التقليدية. ومش محتاجين حد من بره (يخوفنا) بمفردات خوف إحنا أصحابها بالأساس!

وتظل أكبر سقطات (وعد إبليس)، هي أنه نجح في عمل توقعات عالية عند المشاهدين، ثم خلف وعده معانا في معظمها. ولو  كان المسلسل قدم نفسه كعمل رعب تقليدي، كان ممكن يكون تقييمنا له أفضل.

عجبك ؟ جرب

مسلسل الغرفة 207.

نصيحة 360

تريلر العمل خدَاع! بلاش تحط توقعات كبيرة قبل ما تتفرج.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح