-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
50 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Rasha Zeidan
كان كل شيء باردًا وخاليًا من الإثارة حتى تلك اللحظة التي قرّرت فيها التمرّد على مساري المحبط وصنع شيء خارق يحرّرني من جحيم الفراغ. منذ وضعت قدمي اليمنى في القارب الخشب المتراقص على الشاطئ في ليلية خريفيّة غاب قمرها، أصبحت حياتي تتابع مرتجلًا لحالات استثنائية، خضت المغامرة تلو الأخرى وعرّضت حياتي للخطر أكثر من مرّة.
بكلمات بينساب منها رائحة العطر الباريسي الجميل، وشايلة هم ووجع وحياة مختلفة عننا، بتبدأ رواية أن تبقى، اللي بتعرفنا على أماكن جديدة.
في شتاء باريس اللي ممكن نشوفه في فيلم، أو تقرأ عنه في رواية مترجمة، هتلاقوا الحياة بكل ما فيها من فطرة حلوة، هتلاقوا كمان امتحان للإنسان في الغربة، يا ترى هيساعد الغريب في بلاد غريبة ولا هيقف عند حدود المعرفة.
رسمة الشخصيات هايلة، بتقدر د/ خولة حمدي في رواية "أن تبقى" تعملنا مجموعة شخصيات صعب تتعرف على كل حياتهم وقصتهم إلا لما تكمل الرواية لآخرها، وده منطقتها وأسلوبها، يعني لازم تشدك لحد آخر الرواية، وإن كان أول الرواية فيها شوية تعب وملل من كتر الوصف، وأنك تقريبًا مش فاهم حاجة، بس لما تصبر وتكمل هتفهم وتستمتع بالرواية.
الرواية بتهدي سردها للفقرا في كل مكان، مش الفقراء اللي مش معاهم فلوس لكن للفقراء في الغربة اللي ماعندهمش أقارب وصحبة وحياة، الناس اللي قررت تروح لبلاد تانية وتشتكي من البعد، الرواية بتأثر في قلبك وتخليك تفكر في السفر والحياة من زاوية تانية، زاوية التوهان والاعتراف بالذنب لما تعمله، زاوية اللغة السهلة والرصينة والتشبيهات اللي متاخدة من الواقع، زاوية الحرب اللي قرر يشنها البطل على كل الناس علشان هدف واحد.
الرواية تتقري وأنت مستجم في أجازة ومستمتع ببرج إيفل وبنايات باريس وبناتها الحلوة ولعبة السياسة اللي دايمًا متعبة.