The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

دى آخر حاجة هـ تقرأها فى ديوان الشاعر حسام جويلى، وهى
دى بطاقة التعريف بتاعته، ابن نوح رمز كل التمرد على الحياة ورمز لفكرة العصيان
واللى كملها بأنه ابن الإنسان، الإنسان بشكل عام.. الإنسان اللى نعرفه كلنا اللى بـ
يغلط وبـ يتحرك فى الحياة بحلوها ومرها.. بـ يكتب عنها وبـ يحاول يوصل لسرها..
لكنه فى النهاية بـ يقول –فى محاولة للتعريف بفكره- على الغلاف الخلفى للديوان:

أنا… أنا

أما أنتم

كثير بزيادة

وأنا.. لا أعلم ما تعلمون

وأنتم لا تعلمون ما أعلم

لكم ما صنعوا لكم

ولى ما صنعت لنفسى

ونفسى أمارة بالشعر

الشعر

هذا الذنب المغتفر

الرمال الناعمة بينى وبينكم

الرمال الناعمة بينى وبين نفسى

الرمال الناعمة بينى وبين ربى

إحنا أمام حالة كاملة من محاولة تحديد العلاقة بين الشاعر
ونفسه، والشاعر والمحيطين به، والشاعر والإلهي (علاقته بالله)، والديوان بـ يدور
حول العلاقات اللى فاتت وبـ يحاول يرصدها، وده واضح بداية من العنوان “بعد
الأنا برسول”، العنوان ده نقدر نقول عليه عنوان فاضح للشعر، لأنه بـ يحمل
تركيب شعرى فيه المفارقة والدهشة فى تحديد المسافة بغير المتعارف عليه، يعنى
تحديدها بالرسول، هنا لازم نقف علشان نفهم أن المسافة اللى هى بعد أنا (الشاعر) مش
مسافة تقدر تعبر عنها بالمتر، دى مسافة تقدر تقيسها بالوحى والنبوءة والرؤية
البعيدة وهو ده الرسول، وهو ده اللى ممكن يكون الشاعر بـ يطلبه منك علشان تفهم
الديوان.

العلاقة بين الشاعر ونفسه هـ تلاقيها فى الإهداء: “إلى
حسام جويلى نفسى أقعد معاك من غير ما نتخانق” وكأنه في صراع دائم مع نفسه
الثائرة حتى على شعره، وفى  استخدامه الكثير
للضمير (أنا) فى القصائد زى: “أنا ونس العذارى في ليلهم، أنا الوسيلة
الممكنة، أنا الخيال، أنا الراجل بكيت، أنا… أنا”.

أما العلاقة بين الشاعر والمحيطين به فبـ تظهر فى علاقته
بالأنثى على امتدادها (الحبيبة/ الوطن/ الأرض/ العشيقة/ المنتظرة) وفى علاقته
بأصحابه اللى واضح جدًا تأثيرهم فى حياته وشعره فـ نلاقى فى الإهداء: “كفاياكوا
تخبيط جوه صدرى ضلوعى اتشققت” وبـ يخاطبهم فى القصائد بألف صوت حزين وفرحان
ومهاجم وعطوف ومحب.

أما علاقته بالإلهى هـ نسيبكم تدوروا عليها فى الديوان
لما تقرأوه لكن خذوا فى الاعتبار أنه بـ يَصَدر ديوانه: “إلى ربى، ما تزعلش
منى أنت عارف كويس، أنى طيب أوى بـ يحاول يبقى شرير”.

غلاف الديوان للفنان الموهوب مصطفى نوبى حاول فيه
–ببراعة- تجميع عدد كبير من الموتيفات الصغيرة اللى بـ تعبر عن فكرة الديوان؛ فصنع
ظلال للأشخاص لما تبص له من بعيد، لكن لما تركز فى اللوحة هـ تعرف أنهم ضل لصورة
واحدة على ركام من الصور الصغيرة واللى بـ تعطى معانى قريبة من صور الموتيفات الشعبية
والرسم على الحوائط.

الديوان بـ يتكون من 118 صفحة فيهم 29 قصيدة، أحيانًا بـ
تلاقى قصائد الوزن واضح فيها والتفعيلة واضحة لكن الغالب على الديوان هو الكتابة
النثرية والقصائد هى: “حلم”، و”مريمية”، و”خطوة البرجل
دواير”، و”الخوف مواسم للبكا”، و”إزازة فودكا فنلندى”، و”البراح”،
و”ونس العذارى”، و”حرية”، و”واحد صحيح”، و”العشمان”،
و”طيف”، و”ابن موت”، و”فرحة الغلبان عياله”، و”هيمنة
العشق”، و”البندقية”، و”مولوتوف”، و”سالومى”، و”أنا
عايش”، و”مالك الحزين”، و”ما صنعت لنفسى”، و”آيل
للسقوط”، و”نقطة حياة بقعت عمرى”، و”مغمض”، و”من
غير عياط”، و”فانتازيا”، و”الطريق”، “وكان”، و”نحر”،
و”انتظار”.