The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
سينمانيا

سينمانيا: فن الفرجة على الأفلام

  • من الآن
  • عربي عربي
  • 60 EGP
  • مكتبات وسط البلد
تم التقييم بواسطة
Mustafa Abd Rabu
قيم
قيم الآن
سينمانيا: فن الفرجة على الأفلام

من البداية وبذكاء شديد عرض الكاتب محمود عبد الشكور إجابة سؤال "الناقد بيشتغل إيه بالضبط؟" وخاصة أن الأغلبية عندهم فكرة سيئة عن النقد والنقاد.

وبكل بساطة بيقول أن الناقد شغلته تحليل العمل الفني سواء كتاب أو فيلم. مهمته عرض العمل من غير كلكعة ولا كلام كبير ويخفف من استعمال المصطلحات قدر الإمكان. مهمته مقسومة جزأين. الجزء الأول أنه يحط إيده على أماكن القوة والضعف في العمل. والجزء الثاني تثقيف القارئ أو المشاهد فنيًا. بحيث يقدر يحكم على الأعمال الفنية بعد كده بنفسه. ويكوّن ذوق خاص.

والمفروض أن العلاقة بين الناقد وبين صاحب العمل تبقى علاقة صداقة. لأنه يرشده للخلل في عمله الفني، ويشيد بالجيد. والكاتب يؤكد على أن الناقد مش هو الراجل اللي بيزعق طول الوقت، ويسيء لأي عمل يقع تحت إيده. لكن يعرض وجهة نظره  بصدق واحترافية ونزاهة.

الكتاب عبارة عن مقالات نقدية كتبها محمود عبد الشكور وقت عرض الأفلام في مواسم من 2011 إلى 2014. فيلم واحد بس إنتاج 1941 هو فيلم (المواطن كين) للعظيم أورسون ويلز. وتم اختيار الأفلام بذكاء وعناية شديدة حفاظًا على التنوع.

أول الأفلام العربية فيلم المسافر بطولة خالد النبوي -بطل العالم في الأفورة- وعمر الشريف اللي لولاه لخسر الفيلم كثيرًا. وبدقة يحلل الكاتب عناصر الفيلم. وللأسف فكرة الفيلم جميلة جدًا وطموحة. لكن التنفيذ أقل جودة. نفس الملاحظة دي اتكررت في أغلب الأفلام العربية. أفكار جيدة جدا وتنفيذ سيء.

وبعين الناقد هنشوف أن فيلم أسماء (بطولة هند صبري وإخراج عمرو سلامة) أعمق بكتير من مجرد معاناة سيدة فقيرة مريضة بالإيدز. لكن الفيلم بيرصد مرض مجتمع كامل بالخوف والجهل.

مع القراءة هنعرف أن الحوار الطويل والصوت العالي والمباشرة تفسد العمل الفني. وعلى العكس، النظرات ولغة الجسد أقرب لروح الفن وتقدر توصل المعنى بكل بساطة وجمال.

وده اللي تحقق في فيلم فتاة المصنع للراحل العظيم محمد خان. وإزاي خان بيستغل التفاصيل وحركة الكاميرا في توصيل فكرته. وإن ده سر عظمته وأهميته.

محمد خان قدم دور رائع كممثل في فيلم عشم. إخراج تلميذته وصديقته ماجي مرجان. وهنشوف بصمات محمد خان على الفيلم ككل.

بداية من التفاصيل البسيطة المهمة في حياة الشخصيات، الحوارات الذكية القصيرة. هنشوف عناصر الجمال والقوة في الفيلم الرائع.

وبكل صراحة الكاتب بيقول مش ضروري إن القضايا الكبيرة تصنع فيلم عظيم. وغالبًا الأفلام المهمة بتتكلم عن قضايا إنسانية عظيمة، من خلال حياة الناس وتفاصيلها.

عكس الفيلم السابق هنشوف فيلم كف القمر (بطولة خالد صالح وإخراج خالد يوسف) اللي حمله مخرجه قضية زاعقة ورمز مباشر واضح جدًا. وإن كان الكاتب أشار إلى قدرة المخرج خالد يوسف على اختيار للممثلين وإدارتهم، وأثنى على أداء الممثلين الرئيسيين أبناء قمر كلهم.

أفضل ما يمكن عمله بعد مشاهدة فيلم رديء، كتابة مقال ساخر عن الفيلم. ومقال فيلم شارع الهرم مثال ممتاز. المقال بعنوان (الحلال والحرام على واحدة ونص) اعترض فيه محمود عبد الشكور بخفة دم وتعبيرات مبتكرة على أفلام السبكي السيئة. ومتكلمش عن السيناريو والإخراج وحركة الكاميرا والإضاءة، لأنه الكلام عن التفاصيل دي نوع من العبث مع فيلم تجاري رديء مش مبذول فيه أي مجهود.

وعن الأفلام الأجنبية اختار الكاتب أفلام مهمة حققت نجاحات مبهرة. زي فيلم تارانتينو الأخير Django Unchained وبطولة جيمي فوكس. رجع تارانتينو لأفلام الويسترن، وعرض فكرة تحرير العبيد في القرن 21 وعلى طريقة تارانتينو صاحب الدماغ الأكثر طرقعة في تاريخ هوليوود.

الفيلم الرائع Perfume: The story of a murderer  المأخوذ عن الرواية الرائعة الرهيبة للكاتب الألماني باتريك زوسكند. عن القاتل جان جرنوي اللي بيصنع العطور من جثث ضحاياه ! نجح المخرج الألماني توم تيكفر في نقل عالم الرواية بحرفية عالية، وقدر يحافظ على أجواء الرواية وأحداثها.

لكن الملاحظة اللي لفتت نظرنا، إن الكاتب ساب أفلام زي الكيت كات وأرض الخوف والحريف و The Green Mileو Forrest Gumpوأفلام المخرجين الكبيرين أندريه تاركوفسكي وعباس كياروستامي.

رغم إنها أفلام عظيمة ومهمة ولها جمهور كبير يحب يعرف أسرار العظمة والجمال في الأفلام اللي حبها وارتبط بها، رغم مرور سنين على عرضها. لكن على كل حال الكاتب له الحرية.

 الكتاب رائع. والقارئ هيستمتع أكثر من مرة. هيستمتع بالأسلوب الجميل، وبالقراءة عن أفلام جيدة، والأهم متعة رؤية الأعمال الفنية بعمق أكبر.

عجبك ؟ جرب

مخرج على الطريق  لمحمد خان

عن الكاتب

ناقد سينمائي وأدبي مصري من مواليد ديسمبر 1965، تخرج في كلية الإعلام قسم الصحافة عام 1987، وكان عضوًا في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، ويشغل الآن منصب نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح