-
محمد على إبراهيم
-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
15 EGP
-
مكتبة البلد وعمر بوك ستور ومكتبات وسط البلد
Samah Nageh
“صحاب” ديوان شعر بالعامية المصرية للشاعر والروائى محمد على إبراهيم، يضم الديوان 23 قصيدة كل منها تحمل اسم واحد من أصدقائه وصفة معينة من صفات واحد من الأنبياء، ولأول مرة نلاقي شاعر يكتب ديوان بالكامل عن أصدقائه وبالتالى قد يتصور البعض أن الديوان مجرد مدح فى بعض الأشخاص وهم أصدقاء الشاعر ولا علاقة بالمتلقي بمشاعره تجاه الأشخاص دى، لكن فى الحقيقة أن الديوان مفاجأة لأن الشاعر صنع من كل شخص قصيدة مليئة بكل ما تحمله كلمة قصيدة من معنى وأول شيء هو المفاجأة فى التناول فهـ نلاقى الشاعر ما تكلمش عن الصفات الخلقية للأشخاص مثلاً أو هم بـ يمثلوا له إيه فى حياته لأنه واعى جدًا أن كل الأشياء دى لا تهم المتلقى فى شيء وعلشان كده تكلم عن أصدقائه كل واحد فيهم قيمة معينة وشاف فى كل واحد فيهم صفة خلقية من صفات الرسل والأنبياء أو الصحابة والصالحين وده إن دل على شيء فيدل على تقديس الشاعر لهذه العلاقة. وعلشان كده القصائد مش مجرد مدح بل بالعكس هـ نلاقي فيها جانب من النصيحة وجانب من الخوف وجانب من المشاعر الطيبة والود.
وهـ نلاحظ ده من أول نص فى الديوان وهو ( إبراهيم حسن) وبـ يقول فيه الشاعر:
إِشْرَبْ الشارع كويس
حتى تُصْبِح جزء منه
لما هـ يموت النبى؛
المنابر تنده عليك
أوعاك تكون جاهل
-ساعتها-
بالوزن والقافية الجديدة.
الحواريين ف انتظارك؛
تِكَمِّل حلقة الخلافة
بدأ الشاعر المقطع بفعل أمر الغرض منه النصح، وبعد سطور قليلة حذر صديقه من الوقوع فى خطأ الجهل (أوعاك تكون جاهل) وفى المقطع ده الشعر كأنه عاوز ينصح صديقه بفهم الدنيا بشكل جيد وينصحه أنه يحسب خطواته لأن فيه اللى بـ ينتظر له الخطأ وده واضح لما بـ يقول له: “الحواريين فى انتظارك”.
والحالة هنا عامة فمن الممكن أن يأخذ كل واحد منا النصيحة دى لنفسه وقد تحيل المتلقى إلى موقف مشابه فى حياته وهنا بـ يكون الشاعر كسر الحاجز بين خصوصية القصيدة واستمتاع المتلقى.
وعلشان كل القصائد غير تقليدية التناول بـ يدفعنا الفضول من النص الأول أننا نكمل باقى النصوص، وداخل الديوان يستوقفنا نص (دينا سليمان) وبـ يقول عنها الشاعر:
البنت؛
اللى اتخانق على روحها
قابيل وهابيل
كان الدم على الأرض:
بـ يرسم أول لوحة للقتل،
لكن تقدر –بخيال البنت-
ترسمها لوحة عشق بدائى.
هل كان الدم حقدًا من أخ لأخوه،
وللا غيرة على بنت وحيدة
وفى النص ده بـ يكتب الشاعر بشكل غير مباشر معنى الصداقة بين رجل وامرأة ولخص علاقته بصديقته بأنها علاقة التقاء بين روحين وليس جنسين مختلفين وده واضح من بداية المقطع “البنت اللى تخانق على روحها قابيل وهابيل” وكأنه عاوز يقول أن دينا سليمان هى البنت اللى يتمنى الكثير القرب منها كقيمة إنسانية بغض النظر عن أنها امرأة.
فى النهاية الديوان ملئ بالقيم الإنسانية وإجابات لأسئلة كثيرة عن علاقة الصداقة وأحلى حاجة فى الديوان أن محمد على صنع من كل صديق له قصيدة وجعل من كل قصيدة فى الديوان صديق جديد للمتلقي.