The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

  • عمر طاهر
  • تاريخ
  • من الآن
  • عربي عربي
  • 80 EGP
تم التقييم بواسطة
Cairo 360
قيم
قيم الآن
“صنايعية مصر.. الكتاب الثاني”.. عمر طاهر يضرب من جديد!

حالة النجاح اللي حققها كتاب (صنايعية مصر) في الجزء الأول منه، كانت سهلة ومفهومة. عُمر طاهر كاتب ربنا رزقه بقدرة على تبسيط المعلومات، وصياغتها بطريقة جميلة وبشكل قصصي يجبرك على المتابعة من البداية للنهاية بدون ملل. لكن إنه يعيد نفس التجربة ويقدم (صنايعية مصر الكتاب الثاني) ويحقق مُتعة مضاعفة، رغم أنه بيلعب بنفس الأدوات اللي قرينا بيها كتاب كامل قبل كده. ده نجاح واحترافية يستحقوا الإشادة، ويستحقوا أننا نقف وراء التجربة دي ونشجعها ونرشحها للقراءة.

 

من الذي أطعم المصريين البطاطس «الشيبسي»؟ ووضع في جيوبهم علب «المناديل الورقية»؟ وكسا أقدامهم بأحذية «الكوتشي»؟ وألهمهم التقرب إلى الله بمبردات ماء «كولدير»؟ وزرع في وجدانهم محبة «الأفلام الهندية»؟ وعالجهم بحبات «الريفو»؟

دي مش مجرد أسئلة بيطرحها عمر في كتابه، لكنه تولى بنفسه الإجابة عليها، من خلال سلسلة من الحوارات واللقاءات مع أهم الأشخاص اللي كانوا وراء نهضة مصرية حقيقية في كل مجال. من الأحذية، للدواء، للإذاعة والتليفزيون، وحتى قصص المقاومة الشعبية في فترة حرب ١٩٧٣ لما صمدت مدينة السويس ١٠١ يوم تحت الحصار.

مجهود عمر طاهر البحثي جبار. بيبحث عن (الصنايعي) أو أولاده، أو حتى أحفاده. وبيشتغل على المعلومة مش بس من خلال المنشور عنها أونلاين، ده بيروح بنفسه للمصدر ويتأكد منه ويبحث في أرشيف الجرائد والمجلات. والأحلى من كل ده، أن في نهاية الكتاب بيقول مصادر الأبحاث اللي اعتمد عليها في كتابة كل فصل. ودي حاجه نادرًا لما بنشوفها في الكتب العربية الخفيفة، اللي بيعتبر البوح بمصادرها نوع من إفشاء الأسرار العسكرية. ده غير ملحق الصور في نهاية كل فصل واللي يعتبر كنز لوحده. بس  كان هيبقى أحلى لو تم وضع الصور في سياقها مش في نهاية الفصول.

 

❞مع نهاية عام 1930 أسس الشوربجي الجد أولَ مصنع مصري للجوارب في ضاحية الزيتون. اختار أن يؤسس مصنعه الصغير في منطقة منعزلة نسبيًّا، ليبدأ تجارب تحاول العثور على علاج للتفصيلة التي كانت وراء فشل تجربة صناعة الجوارب في مصر.❝

 

الميزة الجميلة في (صنايعية مصر الكتاب الثاني) هي انك ممكن تقرأ فصوله بشكل منفصل، مش لازم تقرأه بالترتيب، وإن كنا لاحظنا أن فيه رابط بسيط بيربط بين الفصول، هو التخصصات، بمعنى أننا بنشوف قصص الناس اللي تخصصت في هندسة أحياء القاهرة وتقديمها بشكلها الحالي ورا بعض، وهكذا. لكن برضه لا يزال الكتاب صالح للقراءة على حسب اهتمام القارئ، وإن كان رهاننا أن ماحدش هيحب يسيب فصول في الكتاب من غير ما يعرف أكثر عن (الصنايعي) اللي عملها، وإن اختلف الترتيب حسب ذوق كل واحد.

 

❞حتى منتصف السبعينيات كانت رقائق البطاطس عملًا منزليًّا، تحمرها السيدات في البيوت ويعبِّئنها في أكياس بلاستيكية رخيصة، ثم يقف بها الباعة المتجولون أمام المحلات التي تبيع مشروب «الكينا» أو بيرة «الستلا»، وأمام دور السينما❝

 

 هانكون ظالمين لو قولنا أن بعض فصول الكتاب كان متعوب عليها أكتر من فصول تانية. المجهود كان واضح في كل كلمة كتبها عمر طاهر. لكن بعض الفصول كانت أقرب لقلبنا. زي الكلام عن إذاعة القرأن الكريم، وتأسيسها وتطوير برامجها. وإزاي ممكن حقد الناس على النجاح يتسبب في إعفاء شخص مُجتهد من منصبه. لكن العبرة أن المجهود مش بيروح هدر، حتى لو تعرض صاحبه للتهميش أو النسيان في مرحلة ما. بتيجي أهمية (صنايعية مصر) في أنها بتعطي لكل ذي حق حقه، وبتحاول تقول أن فلان الفلاني عمل مجهود يُحسب له، وإن كان لم يتم شكره عليه في وقته لأسباب يطول شرحها.

 

❞ كانت مناقصة، طُلب من المقرئين أن يتقدموا إلى الإذاعة بمظاريف تحتوي على الأجر الذي سيحدده كل مقرئ. وصلت المظاريف سريعًا، وكانت الأسعار تنافسية، لكنها سقطت كلها أمام مظروف الشيخ «محمود خليل الحصري»، الذي كتب فيه أنه لن يتقاضى أجر❝

 

أما أمتع وأحلى فصل في الكتاب – من وجهة نظرنا- هو الفصل اللي بيتكلم عن كفاح مدينة السويس في فترة الحصار الإسرائيلي أثناء ثغرة الدفرسوار اللي حصلت في نهاية أحداث حرب ١٩٧٣.

كان ممكن عمر طاهر يعتمد على اللي اتنشر من كُتب أو على الإنترنت، أو يزور متحف في السويس. لكنه قرر يزور أبطال القصة الحقيقيين. ويرصد بنفسه إزاي صمدت مدينة صغيرة، لمدة ١٠١ يوم كاملين، بدون كهرباء أو مياه، وبأقل قدر ممكن من المؤن الغذائية. كل ده بدون مايفقد السوايسة إيمانهم بنفسهم، أو حتى يتوقفوا عن الاحتفال برمضان وعيد الفطر والأضحى! معجزة حقيقية!

 

❞ طلب مدير التموين من المحافظ تبليغ القيادة بأن السويس تنهار، قال المحافظ: «ما أقدرش أقولهم كده وهم بيتفاوضوا مع اليهود دلوقتِ». قرر بعدها أن تكون رسالته للقاهرة: «لا تعتبرونا نقطة ضعف وأنتم في المفاوضات. نحن بخير». ❝

 

بصراحه شديدة ماعندناش مشكلة نتكلم أكتر وأكتر عن (صنايعية مصر الكتاب الثاني) وفي نهاية كل فقرة نحط لكم اقتباس من الكتاب. بس لو عملنا كده هنحط الكتاب كله كوبي بيست! وعُمر طاهر هيخرب بيتنا في المحاكم علشان حقوق الملكية. بالتالي ننصحكم بقراءة الكتاب كامل، علشان تعرفوا صفحات منسية من تاريخ مصر المعاصرة. وفي كل مرة تشتري كيس (شيبسي) أو تلبس جزمة (كوتشي) أو تفتح إذاعة القرأن الكريم، هتفتكر الحكاية بتاعتها اللي حكاها (صنايعي) جامد قوي يستحق مننا كل تقدير واحترام.. شكرًا عمر طاهر!

عجبك ؟ جرب

صنايعية مصر الجزء الأول لنفس الكاتب.

عن الكاتب

عمر طاهر هو كاتب وصحفي وشاعر مصري اشتغل في كتير من الصحف والقنوات المصرية والعربية، وصدر له مجموعة مهمة من المؤلفات الأدبية والمؤلفات السينمائية.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح