-
يوسف معاطي
-
من الآن
-
عربي عربي
-
27 EGP
-
مكتبات وسط البلد، والشروق وديوان
Cairo 360
“كتاب لطيف”.. بالكلمة دي ممكن نوصف “لقد وقعنا في الفخ” ليوسف معاطي الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، الكتاب لطيف ومكتوب بطريقة وترتيب مش ممكن تصيب قارئها بملل، مافيش كلمات زيادة، مافيش رغي، وتصويرات مبالغ فيها، ويمكن أكبر دليل على كده السر اللي بـ يكشفه الناشر في أول الكتاب، وهو أن يوسف معاطي مش بـ يحب المقدمات، ودائمًا يقول للناشرين اللي بـ يتعامل معاهم أنه مش بـ يحب المقدمات، ودي ميزة لطيفة للناس اللي بـ تزهق من القراءة بسرعة، لأن معاطي في الحالة دي بـ يراهن على المتعة للاستمرار، مش على حب القراءة بشكل عام.
الكتاب عبارة عن مقالات قصيرة، مش مملة، عن الأحوال الجارية، فكرة المقالات المنشورة مخيفة لبعض الكتاب اللي بـ يشوفوا أنها إفلاس للكاتب وأن الحاجة اللي تتنشر مرة لازم الكاتب يشوف إيه بعدها ويهتم بالكتابة أكثر ما يهتم بالنشر، لكن ده مش رأي كل الناس خاصة مع المقالات اللي بـ تنشر بالصحف واللي غالبًا بـ تكون سلعة سريعة البوار.. تتنشر في يوم، يا إما اتقرأت يا ما اتقرأتش وخلاص على كده، ويمكن فايدة كمان من فوائد نشر المقالات في كتب، أن الكاتب مش كل مقالاته بـ تُنشر، بعضها بـ يتم رفض نشره، وبالتالي بـ يكون مهم أنه يعمل كتاب يضم مقالاته اللي ما اتنشرتش، خاصة أن فيه قاعدة صحفية بـ تقول: “الكاتب والصحفي بـ يفتكروا موضوعاتهم اللي ما اتنشرتش أكثر ما بـ يفتكروا موضوعاتهم اللي اتنشرت!”
معاطي كاتب مهم، مش علشان قوة اللي بـ يكتبه بقدر رواجه ووصوله للناس، مافيش حاجة كتبها تقريبًا ما تحولتش لفيلم أو مسرحية أو مسلسل، هو كاتب بـ يجيد تسويق أعماله، يمكن بدماثة خلقه اللي بـ يشهد عليها الجميع، ويمكن لجديتها، أو لأن فيها تيمة بـ تعلم مع الناس، الغريبة أنه ما أخذش جوائر عربية أو عالمية فيما يتعلق بالكتابة زي الأسواني مثلاً، في رأينا هو كاتب أقرب لكتاب من نوعية “دان براون” شعبي جدًا، لكن لما تدور على قيمة جمالية أو أدبية كبيرة ما تلاقيش، يعني مثلاً ما تقدرش تقارنه بكاتب زي بهاء طاهر، لكنهم في النهاية هم الاثنين بـ يندرجوا تحت نفس الاسم: ” كاتب”.
واحدة من السمات الأساسية لمعاطي العناوين الصادمة، بداية من العنوان، ومرورًا بالمحتوى هـ نلاقي عناوين صعبة زي: “لقد وقعنا في الفخ، منتهى السفالة، قول ما تخافشي البرص لازم يمشي، أهمية أن تكون سافلا”… عناوين مستفزة لكنها جذابة بدون شك، الناشر اعترض عليها في البداية لكن معاطي نصحه أنه يقرأ وبعدين يحكم، وفعلاً وافق الناشر وخرج الكتاب بعناوينه الداخلية اللافتة.
قراءة الكتاب هـ تعرف القراء من أول مقال أن معاطي مش من الناس اللي بـ تقعد في أبراج عاجية وتكتب عن الكادحين، بالعكس، هو بـ يكون جنبهم على القهوة، يكتب عن ألفاظهم ومواقفهم، ويمكن هو ده سر نجاحه على مستوى الكتابة الشعبية.
فيه تيمة في معظم مقالات معاطي، وهي البحث عن الأخلاق الضائعة في المجتمع اللي أصبح بـ يستعمل ألفاظ صعبة وهو بـ يدافع عن قيم زي الحرية والديموقراطية، وبـ يقول أنه دي حاجة مش متوافقة مع بعضها.