The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
لن أعير البنفسج لونى

لن أعير البنفسج لونى: أنانية الشجن

  • سماح ناجح
  • ديوان شعر
  • من الآن
  • عربي عربي
  • 8 جم
  • مكتبة البلد
تم التقييم بواسطة
Heba Hasab
قيم
قيم الآن
لن أعير البنفسج لونى: أنانية الشجن

ديوان
شعرى بالفصحى بـ تحمل لنا من خلاله الشاعرة سماح ناجح دفقة رومانسية مكثفة، بـ تبدأ
من إهداء الديوان إلى أبيها وأمها وأخويها وجدها وأسرتها الصغيرة، وبـ تتكثف
الدفقة الشعورية فى الديوان من القصيدة الأولى “رسالة” واللى تعتبر اختيار
جيد جدًا لبدء الديوان وكأنه كله عبارة عن رسائل.

قصيدة
“رسالة” بـ تبدأ بداية حزينة تحمل شجن ناعم يتسلل من خلال الكلمات
“منسى، لا تغض الطرف عنى، خارطة مشوهة، مثقوب تآلفه” وتختتم النص بنهاية
مماثلة “غدًا قد كان موعدنا فسامحنى لأنى قد قتلت الآن” دفقة رومانسية
تحمل العتاب والندم والألم ولكنه ألم لا يخلو من المتعة.

بعد
انتهاء الرسالة هـ نلاقي أن حالة الحزن والشجن فرضت نفسها على معظم قصائد الديوان،
فمن أجمل القصائد اللى استوقفتنا قصيدة “حقيبتى” اللى بـ تجتر فيها سماح
ناجح ذكريات طفولتها واللى نسجتها بشكل برىء بسيط يفكرنا كلنا بأيام طفولتنا وعلاقاتنا بأشياءنا الصغيرة وبيوتنا وأفكارنا حتى مع الجدود، واستعملت جمل بسيطة من وجهة نظر
طفل عميقة ومن وجهة نظر كاتبة زى الجملة المكثفة اللى لخصت فيها سماح انبهارها
بأبيها “قد كان دومًا يستطيع”… الجملة بـ ترد كل واحد بـ يقرأ الديوان
لكل حاجة كان نفسه يعملها ومش عارف، فى الوقت اللى بـ يشوف والده أو والدته أو
مثله الأعلى بين الكبار بـ يعملها بكل بسهولة، وكمان جملة “همسات جدى تستحيل
إلى غياب” فالموت بالنسبة لطفل هو غياب مادى للشخص اللى مش هـ يشوفه ثانى
واللى راح عند ربنا في حتة ما نعرفهاش، وبنفس رشاقة وعمق الكلمات بـ تنتقل سماح من
حالة الطفل الضحوك اللعوب إلى حالة الفكر الوجودى العميق وطرح الأسئلة المغايرة عن
أسئلة الطفولة: “فى كل عام يستدير بداخلى قلق بشأن الذات.. هل تبقى؟ وكم
تبقى؟ أيا ترى ما اسم الحياة قبيل أن تغدو بلون آدمى؟ والوجود متى تلاعب طرفه؟ هل
كان بعضًا من فراغ قبل أن نهوى إليه مصمتين.. أم كان أيضًا مسبحة؟!”

أعلى
مناطق “لن أعير البنفسج لونى” هى مناطق اجترار الذكريات اللى رسمتها
سماح بمهارة فائقة واللى موجودة بشكل مختلف فى أكثر من نص مع أشكال وذكريات
متباينة زى قصيدة “قريبًا من عيون قصيدتى أبكى” اللى بـ نشوف فيها طفلة
تجرى وراء الحكايات، والدنيا بالنسبة لها علبة ألوان وصندوق مفتوح على قصص وحواديت
بـ تتفرج عليها بعيون مفتوحة وتستمتع. ونفس البنت لما بـ تكبر بـ تعيش نفس الدنيا
بمفردات مختلفة: دموع، إفطار سريع، يوم مغلق على ما فيه، ألوان بلا معنى. ليستمر
بحث البنت عن ذاتها الحقيقية الصافية فى صندوقها القديم وبقايا علبة ألوانها
وذكرياتها البسيطة العميقة.

“لن
أعير البنفسج لونى” بـ يتكون من 13 قصيدة: “رسالة”، و”حقيبتى”،
و”قريبًا من عيون قصيدتى أبكى”، و”العمر معتقل هناك”، و”طريقك
باسط كفيه”، و”جدل”، و”لافتة”، و”كن وحيدًا
باختيارك”، و”أنا وبكاؤها”، و”لن أعير البنفسج لونى”، و”نصف
لقاء”، و”الصفحة الأولى بعد الرحيل”، و”جلسة خاصة جدًا”،
واختيار قصيدة “لن أعير البنفسج لونى” لعنونة الديوان اختيار موفق جدًا
من الشاعرة، لأن الديوان بـ يغلب عليه الشجن والحزن والعبارات المطلية برائحة
الألم ولذلك فالشاعرة أو بطلة القصائد شايفة –من وجهة نظرنا- أنها من كثرة أحزانها
تفوقت على كل رموز الحزن والشجن فى الحياة بما فى ذلك “زهر البنفسج”
اللى يعتبر رمز الجمال الحزين زى ما قال عنه مطربنا محمد فوزى، علشان كده هى بـ تبخل
على البنفسج بجزء من أحزانها وتستأثر بكل الشجن لها وحدها، وده ممكن نعتبره بمنتهى
الإنصاف.. أنانية نبيلة.

غلاف
الكتاب من تصميم الفنان الشاب المبدع مصطفى نوبى اللى أخرج أدق تفاصيل الديوان
للغلاف، غلاف الديوان عبارة عن مشهد ليلى لبيت قديم بابه مغلق وأمامه شجرة لها فرعين:
فرع واقع على الأرض ممدد أمام باب البيت دلالة على أن البيت مهجور ومافيش حد بـ يدخله،
وفرع لسه موجود فى الشجرة ولكن أوراقه متساقطة زى ما تكون الشجرة حزينة على غياب
أهل الدار، وكل صورة البيت بالشجرة اللى أمامه منعكسة على صورة بركة مياه أمام
الشجرة.

عن
الغلاف بـ تقول سماح ناجح أن منظر باب البيت بالمشهد المحيط به هو بالظبط نفس
المشهد اللى كان في خيالها وقت كتابتها للديوان.

“لن
أعير البنفسج لونى” هو الديوان الأول للشاعرة وإن شاء الله مش هـ يكون الأخير.

عجبك ؟ جرب

ديوان "نشيد للحفاظ على البطء" للشاعر عبد الرحمن مقلد الفائز بالمركز الأول فى المسابقة الأدبية المركزية، دورة نجيب محفوظ عام 2011.

عن الكاتب

سماح ناجح من مواليد عام 1986 تخرجت فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، حصلت على المركز الثالث فى مسابقة ساقية عبد المنعم الصاوى لشعر الفصحى عام 2008.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح