The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

تعرف يعني إيه “أرميني”؟ طيب مين الشعب
الأرميني؟ طيب هو فيه بلد اسمها أرمينيا؟ طيب ليه أهل الأرمن بـ يتعاملوا على أنهم
مشتتين في العالم وكأن مالهمش بلد؟ تعرف أن السلطات العثمانية التركية قامت بحملات
إبادة جماعية بشعة للشعب الأرميني وقتلت مليون ونصف سنة 1915؟ طيب تعرف الناس دي
راحت فين؟ هي دي الأسئلة اللي كتاب “موجز تاريخ الشعب الأرميني” بـ
يحاول يجاوب عليه.

الكتاب أنيق، وورقه مميز، زي موضوعه، بـ يحكي عن الشعب
الأرميني، اللي عمره حوالي ثلاث آلاف عام، شعب برع في الزراعة والفنون والحرف
والتجارة، وبنوا مباني بديعة، ونحتوا تماثيل مميزة، وكتبوا مخططات مستنيرة، مع ذلك
أساتذة التاريخ والكتب اللي بـ تحكي تاريخ الشعوب مافيهاش معلومات كفاية عن تاريخ
الشعب الأرميني، في حين أن المغول والتتار لهم فصول وكتب خاصة عنهم، وده بـ يخلي
الكاتب يقول ما معناه: “هو لازم الشعب يبقى معتدي ومفتري علشان التاريخ يحكي
عنه ويمجده؟!

أرمينيا تعرضت لغزوات متكررة، وزلازل خلت جزء كبير من
تاريخها يروح من غير ما حد يقدر يلاقيه، مع ذلك نقدر نقول أن الأراضي الأساسية
اللي كانت أرمينيا التاريخية موجودة فيها، هي: معظم أراضي شرق تركيا، والجزء
الشمال الشرقي من إيران، وأجزاء من جمهوريتي أذربيجان وجورجيا، بالإضافة للجمهورية
الأرمينية الحالية.

رغم قيام فترات حكم قوية في أرمينيا لأكثر من مرة، إلا
أنها عمرها ما قدرت تقيم دولة متحدة تحت حكم مركزي قوي خلال فترات كثيرة من
التاريخ، بسبب الجبال الكثير اللي بـ تقسمها إلى وديان، ويمكن ده العيب الوحيد
اللي كان بالنسبة للدولة الأرمينية ميزة في الوقت نفسه لأنه  أبقى على ثقافتها، وحماها من التدمير، ورغم
فقدانها أجزاء كثيرة منها إلا أن ثقافتها وشعبها فضلوا وحدة مترابطة عمرهم ما تغيروا
أو سمحوا لحد يغير ثقافتهم. ومن خلال الكتاب تقدر تعرف معلومات حلوة زي مثلاً أن
أرمينيا كانت أول دولة تعتنق المسيحية كديانة رسمية في بداية القرن الرابع وكان ده
تحول مش للديانة بس، لكن حسم تاريخي لتخلي البلاد عن ماضيها الشرقي المتأثر بالفرس
وتأسيس شخصية مسيحية متميزة تعتبر هويتها جزء من العالم الغربي.

الكتاب عبارة عن دراسة بـ تشمل أول مسح شامل لتاريخ الأرمن
منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، كان بالإنجليزية وترجمته المترجمة سحر توفيق
للغة العربية، والكتاب بـ يعرض بسلاسة وبطريقة مشوقة تاريخ الشعب ده واللي شهد
ثلاث جمهوريات مختلفة، وحتى لما العصر تقدم والغزوات والحروب وقفت الفساد السياسي والإدارة
السيئة ما فارقتش البلد العريق ده،
واللي بعضنا ما يعرفهوش أن مصر كانت مركز رئيسي للأرمن اللي كان عددهم حوالي 40
ألف قبل ثورة 1952، لكن كثير منهم هاجروا بسبب السياسات الاقتصادية للرئيس الأسبق
جمال عبد الناصر، ودلوقتي فيه حوالي خمسة آلاف أرمني في القاهرة والإسكندرية.

رغم أن الكتاب بـ يحكي تاريخ دولة غير مصر إلا أنه حلو،
أسلوبه مميز، وأثناء قراءته بـ تتوارد كثير من الأفكار، واللي بـ يقرأ بـ يحس
بالعبرة وبالحكمة، شيء حلو أن غير الأرمن يتعرفوا على تاريخ شعب عريق فقد معظم
أرضه التاريخية وتشتت في أنحاء المعمورة، هدف الكتاب هو أن الأرمن يتمكنوا في
الولايات المتحدة الأمريكية من النظر إلى ماضيهم بموضوعية، خاصة أن الشعب ده
تاريخه بـ يغيب عن معظم النصوص
والمقررات التاريخية، رغم انتشار الجاليات الأرمينية في معظم بلدان العالم.