The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

“هكذا أطلعكم علىّ” ديوان شعر بالفصحى يحتوى على 17 قصيدة شعرية يحاول الشاعر من خلال القصائد أنه يطلع القراء على رؤيته للعالم، وعلى عكس العنوان على طول الديوان لم يتعرض الشاعر لتفاصيل شخصيته أو تفاصيل حياته الخاصة بل حاول عرض رؤيته لحياة الآخرين وكأنه بـ يوصل لنا رسالة وهى أنه جزء من هؤلاء اللى تعرض لمعاناتهم.

بـ يبدأ الشاعر ديوانه بقصيدة “سفر الدخول” وفى القصيدة دى الشاعر بـ يعمل تمهيد لطيف، وبـ يرغم القارىء على الدخول فى الديوان من أول سطر فى أول قصيدة وهو “كالقادمين على تنفيذ مهمة صعبة”، ولو لاحظنا الجملة الشعرية هـ نجد أن الشاعر بدأ الجملة بالتشبيه دون أى مقدمات.

وبالرغم أن عنوان القصيدة يوحى أن الشعار هـ يقدم قصيدة ذاتية منغلقة عليه فقط لكن القصيدة كانت مدخلًا للعالم اللى هو بـ يعبر عنه وممكن نلاحظ ده من خلال القصيدة:

“لست شريرًا

لأحدثكم عن البلاد التى تلقى

بأبنائها أمام بلاط الجوامع

وعلى حافة المصارف

ليلتقطهم العابرون

أو أحدثكم عن القرارات المطبوخة

والشعوب المصابة بالتخمة”

ولما نقرأ الديوان هـ يستوقفنا نص بعنوان “المطرودون”، وفى النص ده الحالة الشعورية بـ تطغى على باقى عناصر القصيدة، ربما لأن الشاعر من خلال القصيدة عبر عن أشياء تمسه بشكل مباشر أو لأنه يرسم صورة للمحيط الاجتماعى اللى بـ يعيش فيه ويقول فى القصيدة:

“الحزن وما أدراك ما الحزن

ظروفنا العائلية والمشاعر المجانية

المقاهى وأحذيتنا المثقوبة

قطارات الدرجة الثالثة ومحطات الانتظار الطويل”

وبالرغم أن الديوان باللغة العربية الفصحى إلا أن اللغة بسيطة وتقترب من حياتنا اليومية وممكن نقول أن الشاعر فى الديوان ده صنع ما يسمى بـ “عصرنة اللغة” وده بـ يقرب المسافة بشكل كبير بين القارىء والشاعر. وهـ نلاحظ ده بوضوح فى قصيدة “بكل بساطة” وبـ يقول فيها الشاعر:

“والله العظيم أحبك

هكذا أريد أن أقولكِ

بكل بساطةٍ

أريد أن أضمكِ بالمعنى الصريح للكلمة

هل شاهدتِ قبل ذلك

نخلة مشلولة

أو قاربًا فارغًا أغرقته الجاذبية

هل تعرفين كيف يمرر عمال اليومية الوقت

وكيف يتحايل السجناء على الانتظار

أنا فى غيابك يا حبيبتى كل هؤلاء

وبـ يختم الشاعر ديوانه بقصيدة عبارة عن عشرة مقاطع قصيرة وسماها “مقاطع قصيرة” ولكن فى الحقيقة هى قصائد قصيرة أو تبدو ذلك لأن كل مقطع يمثل حالة شعورية متكاملة البناء ولها بداية ونهاية وتوحى للقارىء أنها انتهيت ومالهاش أى تكملة ومن المقاطع دى مثلاً: (1)

سأخدعنى مرة أخرى

وأحبكِ

(9)

سأحوش كل خسائرى

التى لا تحصى

هكذا سأصبح مليونيرًا

فى النهاية نقدر نقول أن ديوان “هكذا أطلعكم علىّ” يقدر أنه يكون صديق للمتلقى من خلال ما يحمله الديوان من دفقات شعورية ولغة بسيطة غير متكلفة وبعيدة تمامًا عن الألفاظ الصعبة.