-
راندا البحيريرحاب الجمل...
-
دراما
-
طوني نبيهطوني نبيه
-
في1 Cinema
Mohamed Hamdy

مؤخرًا أدركنا أن العلاقة بين الضجة اللى بـ تثار حول أى فيلم، وبين مستوى الفيلم نفسه، هى علاقة عكسية تمامًا، بمعنى أن كلما كان الفيلم أكثر إثارة للضجة، وأبطاله بـ يتم استضافتهم على الفضائيات وعلى كل القنوات للحديث عن أزمة الفيلم، كلما كان مستوى الفيلم نفسه مضمحل تمامًا وغير موحي بأى نوع من أنواع الفن السينمائى.
كانت البداية مع “حلاوة روح” الفيلم اللى أثار ضجة كبيرة، ولما دخلنا السينمات اكتشفنا أن مستوى الفيلم بحد ذاته دون المستوى، وأنه بعيدًا عن الرقصات المثيرة والمشاهد الإباحية بـ يعتبر الفيلم صفر كبير على شمال صناع السينما فى مصر، ثم جاء منع عرض الفيلم كطلقة الرحمة لصناع الفيلم لتحويلهم لأبطال ضد الرقابة.
عمومًا كفاية كلام لحد كده عن حلاوة روح، ونتكلم أكثر شوية عن “بنت من دار السلام”، الفيلم اللى ألفه وأخرجه طوني نبيه وسارة الطوخي ومن بطولة راندا البحيرى ورحاب الجمل، وصبرى عبد المنعم وأحمد بدير.
الفيلم بـ يدور عن منال البنت الصغيرة اللى بـ تتزوج من رجل أكبر منها بدرجة كبيرة، ثم بـ تستمر الأحداث فى التصاعد لما بـ تكتشف إصابته بمرض جنسى نادر ظهوره فى مصر وهو مرض الماسوشية أو المازوخية.. وهنا إحنا محتاجين وقفة.
فى حقيقة الأمر أننا دورنا كويس على الإنترنت بحثًا على تعريفات المازوخية والماسوشية أو حتى السادو-ماسوشية… وفى الحقيقة أن التعريفات كثيرة وإحنا حسينا بالتوهان خلال البحث عنها، ومن هنا دعينا على صناع الفيلم اللى أجبرونا على البحث فى تعريفات الأمراض الجنسية، وهنا فيه سؤال بـ يطرح نفسه: يا ترى عندنا كام مريض فى مصر اللى تعدادها بـ يقترب من التسعين مليون بأى من الأمراض دى؟ وهل معنى ده أننا نقدم فيلم كامل بـ يناقش الظاهرة دى حتى لو كان فى مشهد فى السياق الدرامى للأحداث، هل إحنا فعلاً محتاجين مناقشة الموضوعات دى فى أفلامنا؟!
بعيدًا عن التساؤلات دى وغيرها، إحنا شايفين أن مستوى الفيلم على الصعيد الدرامى للأحداث كان غير المستوى، كان صناع الفيلم حبوا يعملوا فيلم يثير ضجة والسلام، بغض النظر عن أى عوامل أخرى ممكن تخلى الفيلم ناجح، وواضح من الأخبار اللى بـ تتكلم عن مشكله الفيلم مع الرقابة وإصرارها على حذف 20 مشهد لعل أهمهم رقصة “شاكيرا” اللى الكل شافها على الفضائيات الغنائية اللى مش بـ يحكمها أى حدود فى تقديم الأعمال على شاشاتها اللى بـ تدخل كل بيت فى مصر.
“بنت من دار السلام” فشل فى إثارة أى قضية من القضايا اللى حب يركز عليها، لكنه أثار أسئلة كثير عن صناعة السينما فى مصر، وعن الهدف من تقديم أفلام معينة فى أوقات معينة لإثارة ضجة معينة… نحن نحتاج -ونستحق- ما هو أقوى.