The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحقيقة احتارنا نبدأ بالكلام على إيه، “السكة شمال” ألبوم مليان تفاصيل كثير تستحق السرد. ممكن في الأول سريعًا ننعش ذاكرتنا بأن ده ثالث ألبوم لفريق كايروكي بعد “مطلوب زعيم” و”وأنا مع نفسي قاعد“، ويعتبر استكمال واضح لرحلة فنية منظمة بدأها الفريق من 2005 بتركيزه على عوامل قوة واستثمارها، مع طرقه لأبواب جديدة والتجربة بداخلها مع محاولات لتفادي الأخطاء بشكل مرن وذكى.

ندخل في الموضوع أكثر، “إعادة نظر”افتتاحية موفقة للألبوم، من حيث الموسيقى والتوزيع الـSoft rock الممزوج بروح شرقية. الكلمات بسيطة وسلسة بـ توصل بسرعة للمستمع كعادة كايروكي، زي ما قلنا بداية جيدة برغم كونها أغنية حزينة ودي نقطة جديدة ملحوظة في باقي الألبوم بشكل عام، أنه بـ يميل للحزن والكآبة على غير المعتاد، كايروكي عوّدوا مستمعيهم على روح التفاؤل والسعادة من خلال ألبومين فاتوا.

 نقلة ملحوظة في ثاني أغنية “الخط ده خطي” وهي أغنية للشيخ إمام أعاد الفريق توزيعها بشكل لطيف غالب عليه الروح الشرقية بالذات بداية الأغنية اللي هـ تفكرنا بتوزيعات فترة الثمانينات.

في “أجمل ما عندي” نقلة كمان،مش بس في الموسيقى اللي رجعتنا لتوزيعات “الفالس” بتاعة زمان بكلمات دافئة، إنما نقلة لكايروكي لمشاركتهم “سعاد ماسي” في عمل فني واحد، لأول وهلة ممكن المستمع يتوقع سماع شيء قوي، إلا أن ده مش بـ يتحقق بالشكل المنتظر، وجايز ده راجع إلى أن روح الأغنية بشكل عام مش شبه أغاني كايروكي لوحدهم ولا سعاد ماسي وحدها!

بعدها “السكة الشمال”أغنية جاءت بشكل مناسب للتوقعات بتوزيع جذاب على صوت الأكورديون اللي كان بصمة الألبوم المميزة بشكل عام، كلمات ساخطة على الأوضاع العامة في البلد زي ما واضح من الاسم طبعًا.

ثاني عمل مشترك في الألبوم هو “غريب في بلاد غريبة” من ألبوم “مطلوب زعيم”إلا أنه تم إعادة توزيعها بشكل شعبي أصيل لتناسب نجم الأغنية الشعبية عبدالباسط حمودة اللي كان مفاجأة الألبوم، وده تم بشكل رائع ومتقن من حيث التوزيع الجديد وهندسة الصوت اللي خلوها أغنية شعبية تمامًا بشكل جديد ودمه خفيف في نفس الوقت، وهنا ممكن نشوف تفادي لموقف أغنية “أجمل ما عندي” بوجود هوية أوضح للأغنية.

حالة درامية واضحة في أغنية “ياما في الحبس مظاليم” قرروا فيها كايروكي يأخذوا مبادرة بالكلام عن حالات إنسانية مؤثرة وجادة، بس هما فعلًا كانوا قد ده بدعمهم للأغنية بحالة موسيقية رائعة في التوزيع بـ تناسب إحساس الأغنية، برافو!

نيجي للجزء المفضل لنا، وهي من الآخر الأغنية اللي لو قررت تشغل أغنية واحدة من الألبوم هـ تختارها هى “نفسي أفجر”..أكثر أغنية هـ تعلق معاك بسبب روح كايروكي الطاغية بتوزيع جذاب وراقص بـ يفكرنا بمايكل جاكسون في التسعينيات، بالإضافة لكلمات صادقة جدًا ومعبرة عن وضع يومي مؤسف لكثير من الناس، وطبعًا ده على نفس وتيرة الألبوم الكئيبة اللي قولناها من شوية.

من أول وهلة واضح أن “أنا مش قادر” فيها شبه واضح من “السكة شمال”أو كأنها امتداد لنفس الأغنية من حيث الكلمات والتوزيع، باستثناء وجود زاب ثروت اللي ارتبط ظهوره بكايروكي بشكل ما.

توزيع راقي ومحبب لأغنية “لما اتقابلنا”، فعلًا كانت ممكن تبقى مجرد أغنية حب تتسمع وتتنسي لولا توزيعها اللي بـ يفكرنا بأغاني أفلام ديزني، برافو كمان مرة!

الشيخ إمام كمان مرة بـ يرجع فى أغنية “طلع الصباح” في محاولة أكثر ثراء لإعادة التوزيع على إيقاع ملائم لكلمات الأغنية المفعم بالحيوية.

“مسرحية”أغنية جذابة وتعلق مع المستمع، توليفة التوزيع مع الكلمات الجريئة من ناحية الروح مش الموضوع. “ياترى فاكر” هي آخر أغاني الألبوم في نمط كلاسيكي تمامًا من حيث التوزيع والكلمات بس ده مايقللش نهائي من جودة إنتاجها، بـ يقفلوا كايروكي الألبوم بقطعة موسيقية بعنوان “في النهاية” موسيقى بسيطة إلا أنها بـ تنقل إحساس واضح للمستمع، وده شيء يحسب لكايروكي ومهارتهم على إنتاج أعمال بسيطة بدون أي تكلف إلا أنها بـ توصل بسهولة للمستمع.

نقلة واضحة للأمام في ألبوم “السكة شمال” بإنتاج فني هائل مستمر في التطور وده ظهر في تعليقنا الإيجابي أكثر من مرة على التوزيع، والتجريب بأنواع موسيقى مختلفة بعيدة عن الروك، ودي ممكن تكون نوع من المجازفة بس في النهاية ده أنتج شيء يستحق الاستماع له خصوصًا بمشاركة فنانين كبار زي سعاد ماسي وعبد الباسط حمودة اللي كانوا عامل قوي في الألبوم.

كان مُلفت زي ما قولنا تغيير حالة الكلمات للون حزين غير معتاد من كايروكي، إلا أن التجديد في حد ذاته شئ مطلوب وكمان بـ يناسب جدًا توقعاتنا اللي قولناها في تقييمنا الألبوم اللي فات لو حد فاكر من قراءنا، أنه منتظر من كايروكي تقديم رؤية جديدة، وهو ده اللي حصل هنا.

الألبوم موجود للاستماع على موقع كايروكي.