The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

قال الإسكافي:

[لابدّ من رتق الجورب والقدمين والخطى والطريق]

استغل عبد الله ناصر –في كتابه الأول- خياله وقدرته على رصد التفاصيل، وبنى عالم مختلف تمامًا، فيه علاقات مختلفة عن علاقات العالم الحقيقي.

عبد الله استغل لغته السلسة علشان يصوّر العالم الموازي. أو بمعنى أصحّ عشان يورينا رؤيته للعالم.

قصة [قفزة الثعلب] بتعرض حياة شخص سيء الحظ. والتفسير لحظه السيء، أنه دايمًا بييجي متأخر، بييجي في الوقت غير المناسب. بيتحرك على إيقاع بطيء.

براعة الكاتب فعلًا أنه اختار للبطل إيقاع الفوكس تروت أو قفزة الثعلب، واختار للحياة إيقاع الرومبا الراقص.

كان ممكن يقول بكل بساطة إن البطل إيقاعه أبطأ من إيقاع الحياة. لكنه اختار إيقاعين مختلفين تمامًا. وحتى القارئ اللي ملوش في المزيكا يقدر بكل بساطة يتعرف على الإيقاعين. عشان يعرف قد ايه هما بعاد عن بعض. ويقدر يتخيل بطل القصة وهو واقف لوحده يرقص على الفوكس تروت والعالم كله بيتحرك على إيقاع سريع مرح.

ويمكن هنا الكاتب عايز يقول أن المشكلة في بطل القصة نفسه مش في العالم. واختار لها إيقاع راقص وحيوي.

قدرة الكاتب على التخيل بتظهر في قصة (تاريخ آخر). وبيلعب لعبة ماذا لو؟ بيتخيل لو الصخرة اللي قتل بيها قابيل أخوه كانت وقعت عليه وقتلته هو؟وإيه اللي كان هيحصل لو القنابل الذرية وقعت على واشنطن ونيويورك بدل هيروشيما وناجازاكي؟

الحس الإنساني واضح في أغلب قصص المجموعة. وفي قصة (خزي) الرجل العجوز المصاب بالزهايمر بيطرد زوجته اللي نايمة جنبه. افتكر أنها ست غريبة، وضميره أنبّه فطردها!

القصص أغلبها لبطل واحد -رغم عدم ذكره صراحة- والعالم متشابه جدًا. عالم مليان بالهذيان والخوف من قوة مجهولة أكبر بكتير من قدرة الإنسان على تحملها. كأن القصص كلها بتدور في عقل بطل مشوش وغامض. كأن العالم الحقيقي كسر الإنسان، فبنى عالم مختلف في عقله. وكنوع من الهروب قرر يعيش فيه. لكن للأسف كان العالم الداخلي أشبه بالجحيم. وأسوء بكتير من العالم الحقيقي.

زي ما حصل في قصة (موسيقى تصويرية) وبطل القصة بيدور في ذاكرته على موسيقى تصويرية لأحداث اليوم! وفي النهاية مالقاش موسيقى مناسبة لليوم. واكتشف في النهاية أن الموسيقى لما تختفي في الأفلام يبقى ده مؤشر إن في كارثة هتحصل!

مجموعة مختلفة وجيدة بالنسبة لكتاب أوّل. نصوص مكثفة وبتقول حاجات كتير بأقل كلمات ممكنة.