The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

كنيسة القديسة بربارة: جولة مشوقة في حصن بابليون

كنيسة القديسة بربارة: جولة مشوقة في حصن بابليون
بواسطة
Ahmed Abd El Gawad

لما تروح حصن بابليون لازم تعرف أنك فى مكان عجيب، ممكن
تفتكر أنك مش فى مصر، لأن مصر اللى إحنا نعرفها مختلفة بشكل كبير عن مصر القديمة،
المكان هناك فيه رائحة الشهداء وفيه عبق الماضى وهدوءه، المكان هناك فيه كنيسة
القديسة بربارة.

طبعًا شوية منكم هـ يسألوا مين القديسة بربارة؟

خلونا الأول نحكي لكم.. الكنيسة موجودة فى الجزء الشرقى
من حصن بابليون وقريبة من الجدار الرومانى للحصن، وفيه مقولات بـ تقول أن الكنائس
اللى بنيت على الحصن كانت قائمة على فكرة الانتصار، بعد اللى شافة المسيحيين فى
العهد البيزنطى من تعذيب وقتل.

حول الكنيسة هـ تلاقى بيوت قديمة فيها ناس فقيرة ممكن ما
يعرفوش مين القديسة بربارة لكن أكيد يعرفوا يعنى إيه الظلم والفقر، والظلم له علاقة
قوية جدًا بالقديسة بربارة.

شوفتوا أهو الكلام جرنا للكلام عنها، هي بنت غاية فى الجمال
زى ما بـ تصورها كتب التاريخ، والصور اللى موجودة فى الكنيسة كمان، ولدت في أوائل القرن
الثالث الميلادى في أحد مدن آسيا الصغري من أب وثنى وغنى اسمه “ديفوروس”.
وتعلمت على يد العلامة اللاهوتى  المصري “أوريجانوس”
بعدها اعتنقت الديانة المسيحية ورفضت الزواج من أى حد، مع أنهم كانوا من أبناء الأسر
العريقة وقررت تخلى حياتها الطاهرة لخدمة الله.

والدها حاول يغير رأيها، واستعمل معاها من صنوف القسوة والعذاب
ما لا يتصوره إنسان، لكنها تمسكت باللى استقر عليه رأيها وأخيرًا اشتكى والدها أمرها
إلى الوالى الرومانى “مرقيان” واللى اتفق معاه على زيادة تعذيبها واستحملت
بربارة الطيبة كل أنواع العذاب بصبر عجيب فاضطر الوالى في النهاية إلى التخلص منها
بقتلها هي وتابعتها القديسة “يوليانه”.

قال المؤرخ “تقى الدين المقريزى” في القرن الخامس
عشر للميلاد أن كنيسة بربارة كانت موجودة جنوب مدينة الفسطاط، وكانت واسعة جدًا بل
من أعظم كنائس القبط شهرة، وكانوا كل سنة بـ يعملوا فيها الاحتفالات والأعياد الدينية
وطبعًا بذكرى القديسة بربارة وكان البطريرك بـ يحضرها بنفسه، وذكر برضه أنه كان بقرب
الكنيسة دير للراهبات بـ يعيش فيه العذارى اللى لديهم رغبة في تكريس حياتهم لله وخصصوا
أنفسهم لحياة الرهبنة.

أما عن تصميم كنيسة القديسة برباره فهو على الطراز الأرثوذكسى
الأصلى ولها صحن فى الوسط وجناحين على اليمين والشمال بـ يفصلهما عن الصحن عشرة أعمدة
خمسة من كل جانب، وفوق الأعمدة الرخامية التيجان وهى رؤوس الأعمدة المزينة، وهـ تلاحظ
أن من بينها تاج نقوشه على شكل سعف النخيل.

 وكانت تزين الأعمدة
دي بالرسوم الملونة بأشكال الرسل والأنبياء رمزًا للتعاليم اللى بـ تقوم عليها كنيسة
المسيح. والأعمدة متصلة كالعادة بإفريز خشبي مستمر. وفى بعض أجزائه هـ تلاقى آثار الرسوم
الملونة اللى كان بـ يفخر بها الإفريز ده.

والأجزاء الخشبية اللى تبقت من العهد القديم ترممت بقطع حديثة.
وفيه صحن الكنيسة (اللقان) المعد لغسل الأرجل كالمعتاد فى الديانة المسيحية. وهـ تلاقى
فى شمال صحن الكنيسة المنبر (الإنبل) الرخامى وهو على نمط منبر كنيسة أبى سرجة المجدد
بالأجزاء الرخامية الملونة، وعلى لوحته الرئيسية نقوش بارزة فيها صلبان داخل أكاليل
زخرفية وعليها آثار الألوان وتحته زى المسند عشرة أعمدة رخامية صغيرة.

وأمام  الصحن هـ تلاقى
الحجاب الرئيسى أو (حامل الأيقونات) للكنيسة وهو من خشب الجوز وفيه حشو من العاج والأبنوس،
ومنقوش بزخارف نباتية أشبه بنقوش أحجبة كنيستى المعلقة وأبي سرجة. وفوق الحجاب أو
حامل الأيقونات هـ تلاقى بعض الحشو الخشبى وعليه نقوش دقيقة، وبـ ترجع غالبًا إلى ما
بين القرن 11 و13 الميلادى، وفوقهم هـ تلاقى الأيقونات المثبتة فوق الحجاب وهى عبارة
عن تسع صور كبيرة الحجم داخل إطارات خشبية، ومن المتوقع أنها من عمل فنان واحد واللى
ممكن يكون “إبراهيم الناسخ” وبـ ترجع إلى القرن 18 الميلادى.

وفوق الأيقونات فيه صورة كبيرة بالألوان الزاهية بـ تمثل
العشاء الربانى وطالع من وسطها لأعلى صليب كبير عليه صورة للسيد المسيح وهو مصلوب وعلى
أركانه الثلاثة الأعلى والأيمن والأيسر صور صغيرة بالألوان لملائكة، والصورة الأخيرة
والصليب من رسوم حديثة العهد.

وخلف الحجاب هـ تلاقى الهيكل الرئيسي للكنيسة واللى
استعمل على اسم القديسة بربارة وفي وسطه مذبح رخامى حديث الصنع، وفوقه القبة الخشبية
قائمة على أربعة أعمدة رخامية. وأمام الهيكل عقد كبير مرتفع وأهميته ترجع إلى الأخشاب
القديمة اللى بـ تغطى الجزء العلوى منه، وفيها آثار الرسوم الملونة القديمة اللى كانت
بـ تزين الكنيسة.

على الجنب هـ تلاقى المدرج الرخامى المزين بقطع الفسيفساء،
وهو مكون من سبع درجات على شكل نصف دائرة وكانت مصنعة لجلوس رجال الكهنوت، وبـ ينتهى
المدرج بالقبلة في الجدار الشرقى، واللى كانت مخصصة لوضع الكرسي البطريركى. وعلى يمين
الهيكل الرئيسى فيه الهيكل الجنوبى وله حجاب من خشب الجوز المطعم بالعاج البسيط، وعلى
شمال الهيكل الرئيسى هـ تلاقى الهيكل الشمالى وهو خال من المذبح لأنه مستخدم كمخزن
لمجموعة من الصور حديثة العهد ومجموعة من أدوات الكنيسة.

وعلى جدار الجناح الجنوبى من الكنيسة مجموعة أيقونات لموضوعات
مسلسلة ومن أهمها: صورة للعذراء وقت البشارة وصورة الميلاد، وبعدها صورة تقديم الطفل
إلى سمعان الشيخ داخل المعبد، وصورة للعماد، وأخرى لمار جرجس. وكمان أيقونة فيها صورة
خاصة بحياة السيد المسيح، ومنها دخوله إلى أورشليم، وصورة للعشاء الأخير وتحته منظر
من ضمن الصور يمثل عرس قانا الجليل.

مقترح